زكاة و أعطوها لأهلها نعمة ( زوال نعمة )

بسم الله الرحمن الرحيم

انتشرت فئة أعاذنا الله و اياكم من شرها و شر حيلها و مكرها في مجتمهنا و باتت تشوه شوارع مدننا و قرانا , فئة لبست ثوب الحاجة و قبعة ابليس و انتحلت شخصية الفقير و المحتاج و راحت تسطوا و تسلب أموال الناس نهارا جهارا و في غفلة منا على جيوبنا و كل ما أتي أمامها و على بالها , فئة محترفة قرأت و تعلمت في مدارس و جامعات ابليس جامعات علم الانتشال و علم سياسة التمسكن و التظاهر بالطيبة و المعوزة , حفظت قواعد الكر و الفر و الصر و الحشر , حفظت سر الخطف اللامباشر و بسم الحنان و الشفقة و الدعاء لنا بالخير و استغلت الدين أحيانا كثيرة أمام المساجد تربعت و أثنت نفسها و عرضت وبالا من الحديث اللين و المثير و الجذاب , انها ظاهرة المافيا الجديدة القديمة التي ما انتبه لها الدستور و لا القانون و بدت حرفة سهلة و مربحة و سبيل للثراء الاعمى , حرفة يمارسها و يمتهنها كل من فقد وجه الحياء و الحشمة و انعدم من الضمير و الاخلاق و القيم الانسانية, لست أدري كيف تغفل السلطة و نحن الشعب جميعا و عامة عن مثل هته الظاهرة الخطيرة و هته التصرفات التي من المفروض أن ننتبه لها و توضع لها حدا و صدا بل قل هي بمثابة جريمة ثابتة و واقعية و على المكشوف في حق الفقير و المحتاج و المسكين الذي يعاني الويلات في صمت , لأن الفقير لا يمد بيده الى أحد و هكذا قال الرسول الكريم , عليه الصلاة و السلام , و الغريب في الامر بدا لي و كأنها تملك هته الفئة المتسولة ألة سحرية بفمها بحيث أنا واعي و مدرك تمام الادراك بأمرهم لكني رغم ذلك وقعت في كذا مرة ضحية على أيديهم , عن قصد نية فلا أنتبه الى الحدث كيف يقع بسرعة البرق فأجد نفسي أمد بيدي الى جيبي لأعطيهم النقود , انه تصرف لا ارادي و بدون شعور مني , لأني لا أومن بهم فكيف بي أمدهم المال , تأكدت أنه عمل معمول من وراء هته الخدع السحرية ,انهم فئة شياطين لعنهم الله و طاردهم من على الازقة و الشوارع أقول هذا و أنا مسؤول عن كلامي و ان قلت عنهم هذا لأني لدي قصص كثيرة معهم و أحفظ لعبهم عن ظهر قلب , و ان لم تصدقوني انتبهوا لأنفسكم و لشعوركم أثناء منحكم و مدكم هته النقود لهؤلاء, حاولوا أن تتذكروا تلك اللقطة بالذات جيدا و قولوا بصراحة ألا ينتابكم الندم بعدها , ؟ فبالتأكيد ستستنتجون أنهم شياطين سحرة و محترفون في صورة عباد متسولون , يعشقون الاوساخ و البحث في المزابل و دور المراحيض , فرغم ما يجنونه من أموال طائلة يوميا فتراهم دائما في نفس الحالة , انهم شياطين انتشروا في الارض الاسلامية بغية استغلال حنان و عطف و رحمة المسلمين و بغية التحايل على أكل مال اليتيم و الفقير و المحتاج , انتشروا حين وجدوا الفراغ الروحي هذا استغلوه نكاية فينا و في المحتاج , فسبحان ما نرى من عجائب القرن هذا حتى جيب و رزق المسكين لم يسلم من الفساد و تخلله هذا الاخطبوط فتصوروا حجم الاموال التي تذهب من جيوبنا الى جيوب هؤلاء المتسولون المحترفون و النشالة الشياطين كم تساوي؟

وتصوروا لو جمعت هته الاموال التي تتسرب يوميا بل قل كل لحظة كسيل البترول في أبار الصحراء لو جمعت في صندوق و الصندوق في مؤسسة و المؤسسة بها عمال قائمون عليها فهل ستكون هناك فرصة لهؤلاء اللصوص لأجل فعل فعلتهم السحرية ام ماذا ترون أنتم ؟

فالفقير و المحتاج حين يذهب الى المؤسسة التي بها حقه و الساهرة على ماله يذهب اليها رافعا للرأس غير مبالي بشفقة أحد عليه انه حق له و ليست صدقة ,مفروضة علينا دفعها لتحرير مالنا و طرح البركة فيه و في دولتنا عامة , فالمال المزكي تزيد بركيه و ترقى و تعطي, و المؤسسة هته حين تقوم بمد هذا الفقير حقه ليس صدقة عليه بل أجرة له على فقره و حتاجه , و تمده بناء على تحقيق ميداني و تحريات دقيقة و باحصاء ثابت لا شك فيه , و بتوفير ملف لذلك , و ليس الفقير من سيأتي لطلب الرزق و الاجر هذا بل الادارة المتوكلة بالامر هي التي من المفروض أن تبحث و تسعى للوصول الى مكان الفرد الذي يستحق هذا الحق , هذا هو منطق الدين, فالفقير عليه حق و نحن علينا الواجب البحث عنه , أما ان بقي السكوت على هته المهزلة و هته الفوضى و التسيب معناها أننا مغفلون و راضون بالفساد و انتشار المتسولون النشالة بيننا , فعليه أدعوا كافة المهتمين بهته القضية التي لها بعد و أضرار أخرى و أثار خطيرة على المجتمع و على الطفل خاصة الذي أصبح معرض للاستغلال المباشر من طرفهم و كطرف ضحية لهاؤلاء , فقد يدفع بهم الامر الى استغلال هته الاطفال في السرقة و المخدرات و الدعارة و الفسق و أفات أخرى خطيرة , و تشويه المنظر الخارجي للمدينة و زرع الاوساخ و المزابل و الكرتون في كل أركان الشوارع و ذاك ما أتعب العمال القائمون بالنظافة من جراءهم , بحيث أن هته الافراد تكونت فرقا و كتاءب و توزعت على حسب نظام خريطة و مدروس منتشرة عبر الشوارع و مداخل الاسواق و المساجد و محطات الحافلات و القطارات و حتى على مستوى الاضواء الثلاثة للتنظيم المرور , يعني ما تركت مكانا الا و احتلته , و لكل فريف منهم رؤساء عصابة هم من يوزعوهم صباحا و يجمعونهم ليلا لينتفعوا من الغنائم المحصلة و بالتالي قضاء سهرات ليلية على موائد من الخمور المتنوعة و تحت أنغام الطرب و رقصات متنوعة , في ملاهي ليلية و كل هذا من جيوب نحن المغفلين الطيبون الممسوسون بشياطينهم , اللهم يا رب اني بلغت و أشرت الى الوضعية كما رايتها تحدث و الله على ما أقول شهيد , فاللذي لا يرض بنظام المؤسسة المقننة و المشروحة و يشجع هؤلاء الشياطين أراه مغفل و غير مدرك الى ما معنى الزكاة و الصدقة في سبيل الله و أيضا لا يعرف من هو أحق بهته الزكاة و من هم أصحابها الذين ذكرهم الله في القرأن , و من يمول هؤلاء كأنما يرمي بأمواله في ملهى ليلي و في غير كفته الحقيقية و يساهم بطريقة غير مباشرة في حرمان الفقير المحتاج فعلا و حقيقة , لا بد أن نتطور في أفكارنا و نصحح نظرتنا الى الامور كما يجب أن تكون , و لا بد أن نعي بأن السرقة و الفساد تنوعت أشكاله و ألوانه و أذواقه و خدامه و عباد الشياطين كثروا , و الا كيف تفسرون أنتم الامر و تكتشفون حقيقة المنافق من المؤمن , فالمؤمن لا يمد يده الى الغير و لا يطلب المساعة رغم حاجته لها , واحدة من باب ايمانه برزقه و قدره و ثانيا لعزة و كبرياء بشخصيته , و هذا هو المؤمن الذي ذكره الرسول قال عنه لا يمد يمده أي أنتم من لا بد عليكم أن تكرموه في بيته و تتوسلوا اليه أن يأخذ حقا له هو مفروض عليكم اعطاءه له ’ أما المنافق شيطان يتسلق على كل الاحبال بين هته الشجرة و تلك يتغير كالثعبان و يتمسكن لأجل أن ينال غرضه و ليأكل من كل شجرة ثمرة .

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورة على المرور

و بارك الله فيك