اذا تغير لونك أعلم أن ورائك مصيبة ( ألاء موت )

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا لو تحدثت هته المرأة و قالت عما بجوفها و عبرت عن سخطها و تذمرها و فجور من يلوث دمها ليلا و نهارا , فالمرأة الصالحة التقية لا تتحدث عن أسرار همها و بيتها الا بالاشارات الى أناس أتقياء و طيبون لهم و ثقة و مكانة عندها , أؤلائك الذين يشعرون بروح يأسها و الامها , كيف لي أن أفهم رسائل هته المرأة البريئة التي هي الان تحتضر و تموت حسرة على همها و غمها و سكوت أهلها على تصرفات ذاك الجاهل الذي يعلوا فوق جسدها و يتحدث باسمها و مدعيا أنه محاميها و حاميها , و انه هو مفسدها و قال الروح فيها, و سافك دمها و مسود و موسخ جدران حجراتها , حاولوا أن تفهمكوا بأن مثل هته المرأة كثيرون و مثل هذا الرجل أكثر و كثرة , لا بد من اعادة النظر في أمر هته المرأة المقهورة و المكتوم أنفاسها بقفل مغلق , لا بد من فرز الاسود عن المذهب , و الا فسد المطبخ و تسمم طعامنا و عيشنا ,لا تنسوا بأنها أمنا و أختنا و حبيبتنا و لها عندنا حق لا بد أن ندافع لأجلها و نفدي بأرواحنا ان تطلب الامر ذلك , بتنا نعيش على ظلمة من أمرنا و تلك المرأة تنظر الافراج عنها من محتها التي غرقوها في وحلها , اني اتأسف كثيرا على السكوت المخيم ذاك الذي خيم على خيامنا و لا أحد أراد أن يرفع الستار و يكشف الانوار المطفأة , و يعرض الادوار ليصبح واضح أين الصالح فينا من الطالح , ان السكوت ليس دائما علامة رضا بل هو نتيجة حشمة و تجنبا لاثارة الفتنة , لكن ليس معناه أن تستغلوا حشمتنا لتنشروا حشواتكم في أوجهنا و نحن نعلم ما في أحشائكم من الزبالة , السكوت ليس معناه أننا غير قادرون على تنوير القاعة و توضيح الخطأ من الصواب و تنقية الاماكن المقدسة التي هي اليوم معفنة يصعب النظر اليها و كتمان سر اهمالها, فالبيوت هته مسؤولية كل فرد مؤمن يغار على أخته و امه و أبيه و بيته بصفة عامة , فسكوتنا زاد من حدته و أعطى فرصة لنتشار الفساد و زاده شساعة و تطور و تسلط في كل ركن من الاركان , سكوتنا ليس ضعفا بل نحتاج الى قوة عدل و عدالة حقيقة تقام بمقياس واضح ,

كل فرد له الحق على الاخرين أن يحترمونه و ان لا يحاولوا اختراق مصالحه و شخصه , ان العدالة بالنسبة لنا اليوم أصبحت أمر حرية و الحرية لا تعطى و لا تهدى على طبق من ذهب بل تأخد بقوة الحق و الحجة و منطق العقل , نحن نراكم تقرأؤن الكتاب بالمقلوب و المشكلة الكبيرة أنكم تأمروننا أن نخضع لفهمكم و أنتم جهال و لا يدرون بأنفسكن كيف أنتم تقرؤون الكتاب , عدلوا الوضعية ثم ارشدونا بالحق , الحق هو أنتم لستم في مكانكم الذي لا بد أن تكونوا هذه هي الصراحة , لم يعد هناك غبي حتى يستغبى اننا في 2013,نحن نضبط الكتاب و نفسره و نفهمه وفقا لحقوق الانسان و نرى العلم بصورة قرية , و القرية في صورة بيت عائلي و البيت العائلي في صورة شخصية متوانة علقلة واعية بما عليها و بما لها, ان الله خلق الانسان في الارض و كرمه بعقل و عززه برزق لا مهانا و مهيونا كرامته تداس بالاقدام من طرف جهلاء راضون و محرضون للشر و الفتن و كلامهم كله عنف و حقد , حريات الافراد و مصلحة الامة و البيت الجامع فوق كل الرؤوس, فان كان في البيت عشرة منا صالحين و اثنان فينا فاسدون و هم علينا أولياء و أمرين و مشرفين , فلنا هنا من باب المنطق أن نعيد النظرة في الكيل و نعدل الامر و نضع كل في مكانه المناسب بحيث لا يجوز و لا يعقل أن يحكم عشرة صالحين اثنان فاسدون , فالفاسد قد يفسد البيت كله مع الوقت و قد يمرر عيشة أفراده بطيشه و جهله للدنيا و مقاساتها , فلما لا نكون واقعيون و نعمل بالكيف و بالعدة لا بالكمية و الحجم الكبير , نحن جثث تتصرف في ادارتنا لحمة من مخ , فهذا المخ حجمه صغير لكن هو من يسير كل باقي الاعضاء في الجسم , فاذا كان المخ فاسد و غير راشد و واعي فكيف لك أن تضمن تسيير باقي الاعضاء فيك بصرامة , فالصالح قد يهدي الفاسد و يعيده الى رشده و يسلسه بحكمة و يربيه لكن الفاسد قد يجر و يدفع بالصالح الى زمرته و يكون له شبيها و مثلا يقتدي به و بالتالي فسد كل البيت و ضاعت رسالة و حق عدالة الله في أرضه بسبب سكوتنا و حشمتنا و اهمالنا , الى متى سنظل عبيدا للفساد و راضون لهم أن ينحرونا كالكباش و يشووننا لينعموا بلحومنا مع خلانهم .