السلام عليكم ورحمة الله
وبركاتة
اخوتى فى الله اخواتى فى الله حياكم الله ايها الوجوه الطيبة وطبتم
وطاب ممشاكم وسعيكم وراء التبليغ عن رسول الله ولو ايه واسأل الله ان يجعل سعيكم
وتفكيركم نحوا ابداع موضوعات جديده من شأنها تفيد المسلم فى حياته وبعد مماته فى
ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مالا ولا بنون ولا جاه ولا سلطان والحمد لله رب العالمين
حديثنا اليوم عن رسول رب الارض والسماء وهو يحكى عن سبعه يظلهم الله فى ظله يوم
لا ظل الا ظله واسأل الله ان يجعلنا وياكم من اهل هذا الحديث وممن يقال فيهم هذا
الحديث بفضل الله ورحمته لا بعملنا فنحن مقصرين فى حق الله وفى حق رسول الله وذلك
ببعدنا عن نهج وخطى حبيب الله سيدنا محمد افضل خلق الله حتى تكالبت علينا احقر خلق
الله عبدة الطاغوت واكلة الخنازير ينهشون فى لحوم اطفال صغار وشيوخا كبار ولا حول
ولا قوة الا بالله وامة اطهر خلق الله فى نوم عميق بل تعدوا ذلك فهم لم يكتفوا بامة
الحبيب فقط بل تطاولوا على ايذاء رسول الله فى زوجاته واصحابه ولا حول ولا قوة الا
بالله ووالله الذى لا اله الا الله ولا رب سواه ما ضاق اليهود ولا النصارى طعم
الامن والامان والسلام الا فى عهد خير الانام حبيبنا وحبيب رب الارض والسماء سبدنا
محمد اطهر خلق الله واسأل الله العظيم ان يفيقنا والامة الاسلامية اجمع من هذا
النوم العميق وان يرد الامة الاسلامية الى دينها مردا جميلا
وحديثنا اليوم عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سبعة يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل الا ظله
إمام عادل،
وشاب نشأ في عبادة الله،
ورجل قلبه
معلق بالمساجد،
ورجلان تحابا في الله،اجتمعا عليه وتفرقا عليه
ورجل دعته
امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله،
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا
تعلم شماله ما تنفق يمينه،
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
*الامام العادل
*
وهو من عدل فيرعيته وحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله
سواء كان أمير عامة أو
أمير خاصة كما يقول ابن تيمية ..حتى أن بعض أهل العلم يقول:
من عدل بين طالبين
فهو إمام عادل
فإذا قامالأستاذ بامتحان طالبين فعدل بينهما فهو من هؤلاء السبعة
.
إذن فالإمام العادل يكون في أي مكان في البيت وفي المدرسة وفي العمل
الثاني
: شاب نشأ في عبادة الله
فلا يعرف إلا القرآن ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى
،
وقد خص الشاب بالذكر لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش
فكانت ملازمته
للعبادة مع وجودالصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها
..كان أيوب السختياني، في
العشرين من عمره إذا خرج إلى السوق نظر الناس إلى وجهه،
فتركوا بضائعهم وقاموا
على أرجلهم يقولون
لا إله إلا الله،
حتى يقول الحسن البصري إذا رأى أيوب
السختياني: هذا سيد شباب البصرة
وإني لأظنه من أهل الجنة
كان لا يعرف إلا
الله عز وجل فكان من بيته إلى مسجده
:يقرأ الحديث على الناس فتغلبه دموعه فيغطي
أنفه ويقول
:ما أشد الزكام !ليظهر أنه مزكوم وكان كما يقول الإمام مالك
ما
ظننت أن في أهل العراق خيراً، حتى رأيت أيوب بن أبي تيميه
الثالث : رجلان تحابا
في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
أي كان اجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى
لا لمصلحة دنيوية لا لتجارة ولا لمكسب
ولالواسطة أو منفعة ثم تفرقا عليه أي فارق
أحدهما صاحبه لأي سبب كسفر أو موت
وهما لايزالان متحابان في الله
...وفي
الحديث (أن رجلاً خرج من قرية إلى قرية يزور أخاً له في الله،
فأرصد الله على
مدرجته ملكاً من الملائكة، فلما مر الرجل قال له الملك:
أين تريد ؟ قال : أريد
أخاً لي في الله .
قال :هل له من نعمة عليك تربُّها ؟ قال :لا غير أني أحببته في
الله .
فقال : فأنا رسول الله إليك (يعني ملكاً أرسله الله ) بأن الله قد أحبك
كما أحببته فيه)
أخرجه مسلم وأحمد
ولذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه
قال:
قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتزاورين فيّ،
والمتجالسين فيّ
حديث صحيح
الرابع: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه..
وهذا دليل الإخلاص فذكره لله خاليا أي لا يكون عنده أحد فيكون أبعد عن
الشبهة
وعن الرياء والسمعة .وذكر الله لا يلزم أن يكون تسبيحاً وتكبيراً و
تحميداً وتهليلاً في الخلوة
ولكن يقول بعض أهل العلم : من رأى مبتلى فدمعت عيناه
فهو من الذاكرين الله
لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن تدمع عيناه لأنه يذكر
نعمة الله عليه فهذا كأنه ذكر الله بلسانه
.وكذلك قد تدمع عينه في الخلوة حينما
يتذكر ذنوبه وخطاياه
..يقول ابن القيم :قال تقي الدين بن شطير: خرجت يوماً من
الأيام وراء ابن تيمية،
فمضى شيخ الإسلام في طريقه بحيث أراه
ولايراني.قال
:فانتهى إلى مكان فرأيته وقد رفع طرفه إلى السماء وقال
: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
ثم بكى ثم قال:
وأخرج من بين البيوت لعلي .....أحدث عنك النفس بالسر خاليا
الخامس : رجل
قلبه معلّق بالمساجد
فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة وميدان
العلم والتعلم
فالمتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى
فيصفو قلبه
وتنجلي همومه وأكداره ويعيش في روضة من رياض الجنة وبذلك تُكفر
سيئاته وتكثر حسناته
وقد قال تعالى( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه
يسبح له فيها بالغدو والآصال
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة
يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصارليجزيهم الله أحسن
ما عملوا
ويزيدهم من فضله
وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول عاشة رضي
لله عنها
يشتغل في مهنة أهله يقطع مع أهله اللحم ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب
شاته ويكنس بيته
وهو أشرف الخلق ..وتقول عائشة : فإذا سمع الله أكبر ،قام من
مجلسنا كأننا لا نعرفه ولا يعرفنا
السادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا
تعلم شماله ما أنفقت يمينه
والمعنى أن المراد من إخفائه للصدقة أي لايعلم بها
إلا الله عز وجل
فالصدقة فضلها كبير وأجرها عظيم ومضاعف ومكفرة للسيئات
قال
تعالى( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير
لكم
ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) سورة البقرة
وذُكر أن علي
بن الحسين زين العابدين كان يخرج في آخر الليل فيأخذ من الدقيق ومن السمن
ومن
الزبيب على ظهره ويمر على فقراء المدينة ويعطيهم في ظلام الليل بحيث لا يراه إلا
الله
.فلما مات وجاء الناس يغسلونه وجدوا أثر خيوط الحبال على كتفه
.فسألوا
أهله ماله ؟قالوا هذا من كثرة ما كان يحمل من الدقيق ومن التمر والزبيب ويوزع على
فقراءالمدينة
كلهم فهذا من الذين أخفوا صدقاتهم بحيث لا يراهم إلا الله
عزوجل
السابع : رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب
العالمين
أي طلبته للفاحشة وهي ذات منصب أي ذات أصل وشرف ومكانة
والمعنى أنه
لا يخاف من الوقوع بها فإن ذات المنصب يمكن أن تخرج نفسها وتخرجه من
المشكلة
ولاتخاف من إقامة الحدود وهي أيضا ذات جمال فهي تدعوه
بجمالها
..ولكنه قال إني أخاف الله رب العالمين فاستحق بهذا أن يستظل في ظل الله
يوم لا ظل إلا ظله
وقد مر يوسف عليه السلام بمثل هذا الإبتلاء مع امرأة العزيز
فقال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون
سورة يوسف