بسم الله الرحمـن الرحيم
واجب الأمة نحو نبيها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعـــــــــــــــــــــد
قال عليه الصلاة والسلام
" يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق
كما تداعى الأكلة إلى قصعتها
قيل يا رسول الله فمن قلة يومئذ قال لا
ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم
وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت "
رواه أحمد وأبو داود عن ثوبان وصححه الالباني
انظر صحيح الجامع.
نحن أصبحنا في هذه الأيام عبارة عن قالب حلوى
أو قطعة لحم الكل يريد أن ينهش منها ،
أصبحنا كالكرة في يد أعدائنا يتقاذفونها حيث يشاؤون
*- لماذا هنا على الأمم يا ترى ؟ لماذا العالم الغربي لا يأبه لنا ؟
يصورون نبينا بصور مشينة ،
يهاجمو ديننا ويسخرون منه ،
نحن بنظرهم لا شيء ،
علما أن نبينا عليه الصلاة والسلام
أخبرنا أن هذه الأمة منصورة بالرعب من مسيرة شهر للحديث " ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي "
رواه أحمد وهو حسن
وهذا ليس حصرياً أن يكون نبينا بين أظهرنا ،
بل هو للأمة من بعده ما بقيت على عهد نبيها متمسكة بكتاب ربها
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام
" بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين
والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا
فليس له في الآخرة من نصيب "
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
*- إذا كان ذلك كذلك ، إذا لما ذا هنَّا ؟
العالم لا يأبه لنا ، بل أصبحنا الرقم الذي ليس له قيمة
في علم اليوم ، وكما يقال صفر على الشمال
*- ما السبب يا ترى ؟
السبب هو البعد عن الرب المعبود
والرغبة عن هدي النبي المتبوع صلوات ربي وسلامه عليه ، نحن كلنا ينطق بلسانه هذه الكلمة الطيبة ،
وهي أعظم كلمة في الوجود والتي لا يقبل من كافر اسلامه
إلا بعد أن يأتي بها بشطريها وهذه الكلمة
" هي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ،
فو أن كافرا شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
ولم يأت بالشطر الثاني لا يقبل اسلامه
ويقاس علينا نحن أيضاً ولكن بأعمالنا ،
أعني بذلك أن الشطر الأول يفيد الاخلاص ومعناه
" أن لا معبود بحق إلا الله ، ولا نعبد إلا الله ،
ولا نعبد الله إلا بما شرع الله
والشطر الثاني يفيد المتابعة ،
أي بما أنه لا معبود بحق إلا الله ،
فإنه لا متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فكل الطرق مهما عظمت وكثرت فهي طرق شيطان وضلال
إلا ما كان عليه هدي النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام ،
هذا ما بينه لنا خير الأنام برسم رسمه لنا بيده الطاهرة النقية
هذا ما أخبرنا به عبد الله بن مسعود حيث
قال :" خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال
هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله
وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَالِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
رواه أحمد والنسائي وهو صحيح .
فأعمالنا مهما عظمت وكبرت وأشير إليها بالبنان
لا تقبل عند الرب المعبود إلا إذا توفر فيها شرطان ،
إخلاص لله تعالى
و
متابعة لهدي النبي العدنان
*- فنحن أعزاء بديننا ، باتباع هدي نبينا ،
فلما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ،
كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد
"تالله ! ما عَدَا عليك العدوُّ إلا بعد أن تَوَلَّى عنك الوَلِيُّ،
فلا تظنّ أن الشيطان غَلَبَ ولكن الحافظ أَعْرَض "
*- كانت هذه الأمة عظيمة وهي متمسكة بكتاب ربها جل وعلا ،
كانت عزيزة وهي على عهد وهدي نبيها
فلما رغبت عنهما وابتغت العزة في غيرهما هانت وذلت .
فمثال الأول متمثل بقوله عليه الصلاة والسلام
" أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم
فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا "
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
والمثال الثاني متمثل بقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام
" ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم
من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم "
صحيح الجامع
فلما غيروا غير الله عليهم جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد .
*- عباد الله فما هو واجبنا معشر المسلمين نحو رسول رب العالمين الذي أرسله الله نورا وهدى للعالمين ؟
هل واجبنا نحوه بإقامة المهرجنات تأييداً ونصرة له
صلى الله عليه وسلم ؟
أو الخروج بالمسيرات والمظاهرات للشجب والتنديد
لما يَقدُم إليه أعداء الله وأعداء نبيه من رسومات
وصور مشينة بحقه عليه الصلاة والسلام ؟
لا والله ليس هذا هو الواجب بل ما هذا إلا عبارة عن سراب
بقيعة يحسبه الظمآن ماء
*- الواجب أولاً محبته صلى الله عليه وسلم في كل مكان
وفي كل زمان وعلى جميع المستويات ،
محبة أكثر من المال والنفس والأهل والولد والناس أجمعين
لقول رسول رب العالمين
" و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من والده وولده والناس أجمعين "
رواه البخاري ومسلم عن أنس .
وقال أيضاً " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار "
. متفق عليه عن أنس.
*-السؤال الآن كيف تكون هذه المحبة ؟
ومن المحب حقا وصدقا للرسول
فأدعياء السنة كثيرون والعاملون بها قليلون ،
فمن هم المحبون حقا وكيف تكون المحبة ؟
هل هم الذين يخرجون بالمظاهرات والمسيرات تأييدا له ؟
أم هم الذين يحتفلون بمولده
كل عام بالطبل والرقص وأكل الحلوى ؟
وهل هم الذين يحتفلون بإسرائه ومعراجه وهجرته إلى غير ذلك ؟
هل هم هؤلاء يا عباد الله ؟
الجواب لا ولو كان هذا خيرا لفعله الصحابة
رضوان الله عليهم أجمعين الذين أحبوا محمداً أكثر من أنفسهم ،
ولم تعرف الأرض أحداً أحبَّ أحداً كحب أصحاب محمد محمدا ،
فدوه بكل ما يملكون بكل غال ونفيس .
كانوا يحبون ما يحبه ويكرهون ما يكرهه
ويعافه حتى في خصوصيات الأمور ،
في الطعام والشراب والملبس ،
فهذاأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ لم يكن يأكل الدباء – القرع –
قال أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ ،
فَذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَرَّبَ خُبْزَ شَعِيرٍ ،
وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ ،
فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ ،
فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ يَوْمِئِذٍ " .
رواه أحمد وهو صحيح
وهذا جابر رضي الله عنه يقول
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم
فقالوا ما عندنا إلا الخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الإدام الخل
نعم الإدام الخل نعم الإدام الخل
قال جابر فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم "
رواه مسلم
وهذا أبو أيوب الأنصارى يحدثنا عنه مولاه أفلح قال :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه ،
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل ، وأبو أيوب في العلو ،
قال : فانتبه أبو أيوب ليلة ،
فقال : نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فتنحوا فباتوا في جانب ،
ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : السفل أرفق ،
فقال : لا أعلو سقيفة أنت تحتها ،
فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو ، وأبو أيوب في السفل ،
فكان يصنع للنبى صلى الله عليه وسلم طعاما ، فإذا جئ به إليه ،
سأل عن موضع أصابعه ، فيتتبع موضع أصابعه ،
فصنع له طعاما فيه ثوم ، فلما رد إليه ،
سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم .
فقيل له : لم يأكل ، ففزع ، وصعد إليه ، فقال : أحرام هو ؟
فقال النبي صلى اللة عليه وسلم : لا ، ولكني أكرهه ،
قال : فاني أكره ما تكرهه أو ما كرهت ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي )
حسن انظر الارواء . فما أكل أبو أيوب الثوم بعد ذلك أبدا .
*- ابن عمر قلد النبي بكل شيء حتى وصل به الحال
أنه إذا كان في سفر يتتبع الأماكن التي كان رسول الله
يقضي حاجته فيها فيقضي فيها حاجته
*- أبو بكر الصديق يقول
" لستُ تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملتُ به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ "
رواه البخاري ومسلم.