الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد متى أحسن العبد ظنه بربه فرج الله عنه قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة أبو مسلم الخولانى رحمه الله أن أبو مسلم هذا وكان من الصالحين العباد اشتكت إليه زوجته الفقر الذي هو فيه وانه لا دقيق تصنع منه خبزا قال لها هل في البيت مال قالت دينار واحد قال أعطني إياه اشترى لكم به دقيقا وخرج إلى السوق ليشترى بهذا الدينار دقيقا لما وصل إلى السوق . قبل أن يشترى الدقيق جاء إليه رجل سائل عليه المسكنة ظاهره بادية فأعطى أبو مسلم السائل الدينار ولم يتبقى في يديه شئ إلا الكيس الذي خرج به من بيته ليشترى ويضع به الدقيق فعمد إلى صاحب خشب ونجاره فأخذ نجارة الخشب وملئ به الكيس وحمله على ظهره وعاد إلى بيته ولما عاد إلى بيته وضعه بين يدي زوجته وتنحى في غرفة أخرى ينتظر قدر الله ما هي إلا برهة وإذا بالمرأة تأتى إليه بالخبز فقال لها من أين لك بالدقيق ؟ قالت سبحان الله من الكيس الذي أتيت به فسكت وأخذ يأكل وهو يبكى فالله قادر على كل شئ ولا ندعو بهذا أن يقعد الإنسان في بيته أو يتبع طرائق غير محمودة ولكن نقول أن حسن الظن بالله من أعظم العبادات واجل الطاعات وبه ساد من ساد من الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من أولياء الله المتقين قال تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:61]..