أسترني الله يخليك

:ان ما جعلني اضع بين يديكم موضوعي هذا هو ما رأيته من تساهل كثيرين في هذه المساله.لانهم عندما يجدون شخصا ما يعصي الله يفضحونه امام الاخرين.يدهب اليهم ويقول وجدت فلانا يفعل كذا وكذا .او يفشي اسرار اخيه في الله مما قد يشوه صورته في المستقبل ويعرقل حياته في نظر الاخرين.و كمثال بسيط على كلامي غالبا ما نجد هو عندما يحصل طلاق بين رجل و امراة يقوم احد منهما ويذكر عيوبه امام الناس واسراره التي أتمنه عليها في يوم من الايام.(هذا مثال بسيط على كلامي وارجوا ان تنالوا الفائده من موضوعي)

اخي الكريم/اختي الغالية:


كم مرة ٍوجدت شخصا يعصي الله وكشفته امام الاخرين؟

هناك كثيرون من هم مولوعون بمثل هذه الاشياء و بالحديث عن الآخرين وحب الاطلاع على حياتهم الخاصة.لكن المشكلة الاكبر انهم عندما يرون احدا من اخوانهم يعصي الله يفضحونه امام الخلق.


اخي/اخيتي:


ان الستر على الناس أمر مطلوب في ديننا الحنيف, بل هو من الخصال الحميدة التي حث عليها الإسلام , وليس كل ما رأى المسلم في المسلمين من عيوب وخطايا وزلات له الحق في نشرها وبثها وإشاعتها.


قال عليه الصلاة والسلام : يا معشر من أعطى الإسلام بلسانه ، ولم يدخل الإيمان قلبه، لاتؤذوا المؤمنين ، ولا تتبعوا عوراتـهم ، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته .



قال عليه الصلاة والسلام : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم .


وفي الحديث الآخر : من ستر مسلماً ستره الله في الدنياوالآخرة.




قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:


قوله " ومن ستر مسلما " أي رآه على قبيح فلم يظهره ، أي للناس ، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه .




روى مسلم في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)).




وفي ذلك قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )



وقد صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : إنا لله ستّـير يُحب الستر .




وفي رواية : يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم.


وفي رواية – : لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم ، ولا تتّبعوا عوراتـهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح .





وهناك ايضا الستر على النفس.أي ان يستر الله عليك ما تفعل.


لان شر الخلق عند الله منزلة من ستره الله ثم هتك ستر الله عليه.






روى أبو داود في سننه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((إن الله حيي ستير يحب الحياء فإذا اغتسل أحدكم فليستتر))



ففي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام : ((يدني الله تعالى المؤمن يوم القيامةحتى يضع عليه كنفه (أي ستره) فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا في يوم كذا، فيقول: أعرف، فيقول الله عز وجل: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته وأما الكافر والمنافق فينادي عليهم على رؤوس الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ))






والعجب من أُناس يسترهم الله فيأبون إلا هتك الأستار !


قال معاوية رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنك إن اتّبعت عورات الناس أفسدتهم ، أو كدت أن تفسدهم . فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها . رواه أبو داود بإسناد صحيح .


أخوانــــــــــي:


كونوا من الذين يسترون على الناس و خصوصا العصاة منهم لان الستر من صفات المؤمنين الصادقين الذين يحبهم الله ويحبونه , ويسعون لمرضات خالقهم و لا تكونوا كالذين يسعون فسادا في الأرض و ينشرون الرذيلة و يشيعون الأخلاق السيئة



و تذكروا انه:




من ستر مسلما في الدنيا ستر الله في الدنيا والآخرة



نسأل الله أن يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض .