فجأة تلتقي عيناها بعينيه.....ترتبك في جلستها.....تشيح بوجهها سريعا...جهة الشمال تلتفت يمينا..... تنظر الي الأرض...ترفع وجهها تلتقي عيناها بعينيه...!!
تنتبه إليها عيناه.... تلحظانها عند قدومها...
لحظة وصولها الي صالة الإنتظار هناك في المطار...تشدهما اليها حسنها الفياض ووجهها الملائكي السحار....مشيتها الرقيقة الحالمة... إبتسامتها الخفية الناطقة... الجذابة بحيائها الساحرة بوداعتها...وإشعاعاتها المعبرة.........
ترمقها عيناه....تقتفي آثارها.... لاتتركانها حتي تجلس وتستريح في المقعد المواجه له.... تنظران الي وجهها.... تعاودان النظر.... تختلسان نظرة في عينيها .... تشعران بشئ ما...يخيل إليها معرفة هاتين العينين....!!
تتفادي عيناها النظرات... تتظاهران بعدم الإكتراث....تحاولان إبداء اللامبالاة....وفي دلال وكبرياء....ودلال وكبرياء تبدو صاحبة العينين في واد آخر....لم تستطع السيطرة علي عينيها...تتمردان عليها...تتابعان نظراته خلسة....تشعران بشئ ما ....ترتاحان لعينيه...تتآلف النظرات...يشعر الطرفان بأن كليهما ليس غريبا عن الآخر....يعرفه منذ أمد بعيد ...زمن طويل ...لا يمكن تقديره بمقاييس الزمن المتعارف عليها...أو إخضاعه للمعايير المعهودة والمفاهيم المألوفة.... تستسلم العيون للزحف الجارف...الهجوم الكاسح .... زحف الارتياح....وهجوم الألسنة...تخترق الحدود.... تحطم القلاع..... تلتقي عيناها بعينيه......!!!
تستسلم كلتاهما للآخري.... تتراجعان عن التظاهر...إدعاء عدم الاهتمام .. فجأة تفيق العيون من سكرتها...... تنتبه الي أعين الجالسين في الصالة.... تسعي الي تناديها للحظات... تعاود عيناهما اللقاء خلسة....
تتبادلان حديثا دافئا... حوارا حالما.... تبوح كل منهما للآخري بأسرارها ... ظمئها...عطشها... للحنان الفياض... العاطفة الطاهرة الجياشة.
وعلي غرة ودون سابق إنذار.... تصيح سيدة في صالة الانتظار.........
تقول إسمعوا المضيفة ستتكلم في الميكروفون الداخلي......
ينتبه الجميع.... تفيق العيون من حوارها...وينتشل صوت المضيفة النظرات من همسها العميق.... تطلب من المسافرين التوجه الي طائرة لندن....
ترتبك صاحبة العينين.... لا تعرف ماذا تفعل...؟؟
تنظر يمينا ويسارا.... ويسارا ويمينا....تنظر الي حقائبها... ترفع رأسها...
تحملق عيناها في عينيه...بضع ثوان.... مرت وكأنها سنوات طوال.... حملت حقائبها.... تعثرت في مشيتها....تمالكت نفسها...ثم مضت في طريقها.
تابعها بنظراته.... إختفت في إحدي الممرات الجانبية..... مال برأسة ومالت به الي أسفل.....!!
شعر بفقدان شيئ ما .... إستسلم للإنكسار........!!!!!!!!!!
إستطرقة شرود عميق.... فكر في اللحظات الأخيرة....الدقائق العشر الماضية.... إجترفة الشرود الي أيام مضت.... سنوات حبه لليلي......!
يسترجع نظراتهما... عند لقائهما الاول....في محاضرة الحاسب الالي بكلية التجارة..... يقودة الشرود .....وتعود به الذاكرة الي حادث السيارة.....
إنطلاق عربة الاسعاف بها...... سرعتها الفائقة..... سباقها مع الزمن...
للحاق بطائرة المجهول.......
فجأة وأثناء صمته المطبق وشرودة العميق..... يلكزة أحد الجالسين......
يسأله : هل أنت مسافر علي طائرة اليابان...؟؟
يجيبه صاحبنا .....دون تمعن في السؤال ويرد :
لا أنا مسافر لندن.......!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبسرعة يفيق من شرودة بقولة لمحدثة : آسف لقد نسيت ان الطائرة ستمر علي لندن.... ويرد عليه الأخير وقد بدأ يعدو بسرعة :
هيا بسرعة إن الطائرة علي وشك الإقلاع.