نسمة الرحيق عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 677 تاريخ التسجيل : 06/11/2011 العمر : 41 الموقع : مصر ام الدنيا
| موضوع: قصة شاب مع الوساوس الإثنين يناير 16, 2012 2:42 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، بدأت مشكلتي مع الوساوس، وأنا في الحادية عشرة من العمر، حيث كنت أخاف بشكل مهول، فكنت أشك أن كل شيء أو أي فعل قد يكون من وراءه غرض لسحري والثأثير علي.
المهم بعد مرور سنوات، وبعد مجهود ومعاناة كبيرة استطعت التغلب بشكل تام وكلي على الوساوس التي عكرت صفو طفولتي البريئة.
لكن المشكل الكبير هو أن هذه الوساوس بدأت تنخرني ثانية، ولكن بقناع جديد، وأفكار متغيرة خلف تأثيرها بصمة على دراستي ومستقبلي الذي كنت واثقا بأن يكون أفضل مما عليه اليوم، فمثلا من الأفكار التي كانت تراودني وتسيطر على تفكيري وتجعلني سريع الغضب:
1- أنني ضعيف الشخصية.
2- أنني أفكر أن الآخر دائما هو أفضل مني في مستويات متنوعة حسب الأفراد والمناسبات، مع أن الأيام تثبت لي دائما العكس، لكنني لم أستطع التخلص من هذه الفكرة التي أكونها مسبقا.
3- أنني لا أستطيع الكلام مع شخص مما يجعلني أفكر مسبقا في ما سأقوله؛ مما يجعلني أتراجع في كثير من الأحيان مما يفوت علي الفرص، أو في أحسن الحالات أتصنع وأكلف نفسي في اختيار الكلمات أو الحركات، وهذه العمليات التي تدور بذهني في آن واحد تشعرني بعدم الرضى عن النفس، ولو كان الإنجاز ممتازا.
4- عدم الرضى عن النفس في أي فعل أنجزته، ففي الامتحانات الكتابية مثلا لا يعجبني ما أكتبه أو أشك في صياغته، وكل هذه العمليات التي أصارعها من أجل الإجابة تؤثر بشكل واضح على مردوديتي، وتسلسل أفكاري، وسلامة أسلوبي، وبالتالي أحصل على نتائج متوسطة، مع أنني أحس أنه بإمكاني الحصول على نتائج أفضل.
5- الشك في مقدراتي العلمية ( مع أني حاصل على بكالوريوس) التي تحبطني إلى درجة عندما أرغب في التقدم لعمل أو عندما يسألني أحد الأصدقاء عن معلومة في ميدان تخصصي، وخوفا من الإجابة الغلط، ومع الارتباك الذي أتخبط لا أحاول التفكير في السؤال، وأستسلم بسرعة مجيبا ب' لا أعلم ' ثم أشعر بتأنيب النفس على عدم الإجابة.
6- لا أستطيع التكلم باللغات الأجنبية مخافة الوقوع في أخطاء، مع أن تفكيري في الخطأ يعيق تكلمي بسلاسة، مع أنني في أضيق الحالات (اختبار شفهي) أتحدث دون ارتكاب أخطاء شنيعة.
7- أشعر بميل للعزلة.
8- أشعر بعدم القدرة على نسج علاقات أو الحديث مع الغرباء للأسباب نفسها طبعا، وحتى إذا فعلت فإني لا أتحدث مع الشخص بجرأة، ولا أنظر إلى عينيه.
9- أشعر أن دماغي مشغول دائما بالأفكار والوساوس.
10- لا أستطيع التكلم بصوت عال أمام العموم أو التعبير عن الرأي، الخوف من نظرة الآخر، حتى أني عندما أسرد قصة للأصدقاء أحاول بسرعة إنهاءها مرتبكا من توجه الأنظار إلي.
معذرة إن أطلت عليكم، لكن المشكلة في الحقيقة تلزمها كتابات وكتابات، وأود أيضا معرفة إمكانية تخلصي نهائيا من هذا المرض النفسي، وكم يتطلب ذلك من وقت ومال.
وجزاكم الله عنا خيرا كثيرا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيمكن تلخيص الأمور التي تعاني منها –حسب الأعراض التي أشرت إلى وجودها– بأمرين اثنين:
1-عدم الثقة بالنفس.
2- الرهبة والخوف من الاجتماع بالآخرين (الرهاب الاجتماعي).
والظاهر أن منشأ هذين الأمرين في نفسك، هو طبيعة الحياة التي مررت بها في طفولتك، فأنت كنت تخشي من أن تقع تحت تأثير السحر، أو على الأقل حصول ضرر لك بسبب مقصود من الآخرين، فولد هذا الخوف لديك شعوراً بأنك ضعيف تحتاج إلى الحذر من كل شيء، وبأنك لا تستطيع حماية نفسك.
ومن الأمور المترتبة على ذلك هو انعزالك وعدم مشاركتك في المجالس المعتادة مع الناس، نظراً لتأصل هذا المعنى في نفسك، فأدى هذا بصورة تلقائية إلى ميلك للعزلة، وعدم وجود الانطلاق في محادثة الآخرين والاجتماع بهم، وهذه نتيجة طبيعية لانعزالك وتوحدك الذي كان سببه الخوف القديم الذي أشرت إليه.
إذن فقد عرف السبب، وإذا عرف السبب بطل العجب، والحل إن شاء الله تعالى في اتباع هذه الخطوات:
1-الاستعانة بالله والتوكل عليه، ودعائه واللجوء إليه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله).
2- النظر والتأمل في حقائق الأمور، والتمييز بينها وبين الأوهام والوساوس، فمثلاً شعورك بأنك أنت الأدنى، وأن الآخرين هم الأفضل والأعلى، لا بد أن تمعن النظر فيه وتحقق الصواب في حقيقته، فمثلاً خذ مثالاً على ذلك بعض من تعلم أنه أدنى منك، ثم اعقد مقارنة بينك وبينه متبعاً أسلوب (الحصر والكتابة) بحيث تحصر ما لديه من قدرات وصفات وتكتبها، وما لديك أنت، فما هي النتيجة في هذه الحال؟ سترى أنك أفضل منه، مثلاً دينياً وعلمياً وخلقياً، فيثبت بذلك أنه لا التفات إلى هذا الشعور بأنك أدنى منه، ثم خذ رجلاً أنت على قناعة أنه يفوقك في هذه الأمور، وقيد بالكتابة صفاته وصفاتك، فستجد أنه يفوقك ويتميز عنك؟ فما هل الحل والموقف السليم؟
الجواب: أن تكتب سأحسن من حالي وأزيد من اجتهادي في طلب معالي الأمور، فبهذا ينتج لديك أن من هم أدنى منك، هم ليسوا بأفضل منك، ومن كان أفضل منك، فسوف تحاول التحسين من صفاتك وقدراتك لتكون أنت الرجل المثابر المجتهد.
فهذا كمثال للتخلص من هذا الشعور، وليس المراد بأن تجعل همك وقصدك هو عقد المقارنات بينك وبين الناس، فانتبه وتفطن.
3- وأما الخوف من الخطأ وحصول الارتباك لأجل ذلك، فإن الطريق هي تعويد النفس على أمرين:
الأول: الشجاعة وعدم الالتفات إلى التردد، وذلك بأن تقدم على الكلام بطلاقة ودون تحفظ.
والثاني: حصول القناعة أنه لا مانع من الخطأ، وإنما العبرة بعدم الاستمرار فيه، وكل هذه المعاني يعينك عليها مرافقة الإخوة الصالحين أصحاب الدين والمروءة والعقل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله).
فطريق التخلص من الرهاب الاجتماعي، بل وعلاج كل ما تقدم،، هو اعتماد أسلوب المواجهة، وعدم الخوف من اللقاء، فعود نفسك على كثرة المواجهة، وعلى الكلام دون مراعاة لكيفية النطق أو الحركات، بل تكلم واجعل همك في الكلام دون أن تشرد بذهنك إلى مواضع أخرى، هذا مع ملاحظة الإكثار من النشاط الجماعي، كالمشاركة في حلقات جماعية لتلاوة القرآن، وكحضور صلاة الجماعة في المسجد، بل وحتى في النشاط الرياضي، فالحرص على المخالطة والمواجهة في مثل حالتك يعين كثيراً.
وبهذا تعلم أنه لا حاجة لك لحساب المصاريف والأموال لعلاج نفسك، لأن العلاج –إن شاء الله تعالى– قد جعله الله بين يديك، فابذل وسعك واجتهد في تحصيله، ولا تطلب النتائج السريعة، بل اصبر وتمهل وعامل نفسك برفق لتصل إلى ما تريد، وبانتظار رسالتك القادمة، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق والسداد.
| |
|
فاطمة الزهراء نائبه المديره العامه
الجنس : عدد المساهمات : 5478 تاريخ التسجيل : 29/10/2011 العمر : 60 الموقع : عهد الوفاء
| موضوع: رد: قصة شاب مع الوساوس الإثنين يناير 16, 2012 5:01 pm | |
| ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التةفيق
جزاك الله خير اختى الغاليه | |
|