غوايات الشيطان - السحت........
وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) المائدة
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) البقرة
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم .أختى المسلمة.:
المال الحرام نقمة على الإنسان لأن فيه معصية كبيرة لله عزوجل و ظلم للإنسان الآخر لذا وجب على كل واحد منا تدارس حيل اللعين في الإيقاع ببني آدم في فخاخ الكسب الحرام و إذ أحاول جاهداً في هذا البحث ذكر ما أستطيع من حيل هذا الخبيث في هذا المجال أسأل الله عزوجل أن تكون المعلومات التي أقدمها تامة الإفادة و سريعة القبول في قلوب و عقول و أفئدة كل من يقرؤها .
يحاول اللعين تجميل و تمويه صورة مال الشبهة و المال الحرام فيقول للإنسان :
- أبوك كان يساعد أخاك أكثر منك قبل مماته و الآن يجب أن تأخذ من الإرث أكثر من أخيك .
- لا تعطِ أختك حصتها من الإرث كي لا يذهب مال أبيك للصهر .
- خذ الحصة الأكبر من إرث أبيك لأنك أنت الذي تعبت معه أكثر من إخوتك .
- أنت مضطر للتسول و طلب المعونة ذلك لأنك تعيش في الأجرة و لا تستطيع توفير شيء من مهنتك التي تتعب فيها كثيراً .
و ينشط اللعين أحقاداً و كبراً في النفوس حتى تتأبى على الحق و ترفضه و بالتالي تكسب مالاً حراماً فيقول للإنسان :
- لا توافق عل قسمة إخوتك إن لم يعطوك ما تريد و لو بقي الأمر معلقاً سنوات و سنوات حتى يتأدبوا و يرضخوا للأمر .
و يرغب اللعين الكسب الحرام من الميسر و التزوير و الغش و الخداع و السرقة و الخيانة و السحر و الدجل و المطل و الرشوة و عدم أداء حقوق الآخرين و التسول غير المبرر و استغلال المناصب الحكومية و التعدي و سرقة و أكل حقوق الآخرين و مال اليتيم فيقول لك :
- عليك بالإكثار من الإتصال للقناة التلفزيونية الفلانية كي يعظم حظك في السحب على السيارة (مَيسِر) .
- جرب حظك و اسحب ورقة يانصيب علها تصيب و تبعد عنك الفقر و تأتيك بالغنى و السعادة (مَيسِر) .
- هذا بائع يبيع منتجاً و قد جعل معه هدية غير معروفة إلا بعد الشراء و فض العلبة , لا تتردد في شراء عدداً منه عل حظك يصيب فتربح هدية كبيرة غالية الثمن (مَيسِر) .
- يمكنك تقليد هذه اللوحة العالمية و بيعها لغشيمٍ بمبلغ مغرٍ و الحصول على ربح كبير بتعب قليل (تزوير) .
- ما عليك إلا تقليد هذا المنتج الرائج بإتقان كي تحقق مرابح كبيرة (غش) .
- خذ من قريبك هذا الذي يثق بك ديناً كبيراً و لا ترده له بحجة أن عملك لا يسير على ما يرام (خداع) .
- يمكنك أن تبيع بيتك مرة أخرى و بسعر مغر و بعد ذلك تختفي في مكان لا يستطيع ايجادك فيه الشاري الأول و ذلك قبل أن يكتشف خدعتك (خداع) .
- أعلن عن مشروع تجاري عظيم الربح و اجمع الأموال ممن يريد الدخول معك في هذا المشروع و بعد أن تأخذ الأموال منهم يمكنك الهرب (خداع) .
- يمكنك التسول و الحصول على مدخول كبير بدل أن تتعب هنا و هناك (خداع) .
- إن أردت الحصول على مبالغ كبيرة من تسولك فما عليك إلا الإدعاء بأنك يجب أن تجري عملية كبيرة (خداع).
- اجعل قدمك مضمومة تحت عباءتك حتى يظن الناظر إليك أنك مبتور الساق و لا تستطيع العمل فيجزل لك العطاء أو ضع نظارة سوداء سميكة توحي بالعمى (خداع) .
- دع فلاناً ينجز لك ما تريد حتى إذا ما أتمه أعطيته جزءاً مما اتفقت معه عليه و ماطلت بالجزء الباقي (خداع و نية أكل مال الغير بدون وجه حق) .
- هذا رجل غني , راقب بيته حتى تعرف مواعيد دخوله و خروجه و أفراد عائلته و من ثم يمكنك سرقة الأشياء الغالية بدل العمل المتعب المضني هنا و هناك (لصوصية) .
- انظر , هذا حذاء جديد قد أتى به أحد المصلين , خذه و لا تتردد , لن ينتبه أحد (لصوصية) .
- يمكنك أن تنسخ ما تشاء من الإنترنت و تجعله باسمك من دون أن تستأذن أحداً و بهذا ترتقي بسرعة في طريق الشهرة و الكسب المادي (لصوصية فكرية) .
- أنزل برنامج فك شيفرة هذه القناة التلفزيونية حتى تتمكن من مشاهدة برامجها من دون أن تدفع فلساً واحداً (التعدي و سرقة حقوق الآخرين) .
- اسرق ربع الكمية المخصصة لأساس هذا البناء من الإسمنت و لا تخف لأن باقي الكمية ستكون كافية (لصوصية و خيانة).
- أنت أحد المسؤولين عن جباية التبرعات في هذا المسجد , رتب أمورك كي تسرق جزءاً من المال الذي يتبرع به المصلون فراتبك لا يكفيك (لصوصية و خيانة) .
- إن قرأت قليلاً من آيات قرآنية و لبست لباساً يوحي برجل دين مع ذقن طويلة و كلمات غير مفهومات و أعطيت زبائنك أوراقاً و شيئاً ملفوفاً فستجد السيدات قد اقتنعن بك و دفعن لك ما تريد من المال لقاء حل مشاكلهن (دجل) .
- من حقك أن تأخذ مبلغاً معيناً مقابل دينك الذي تريد أن تقرضه لفلان لأنك إذا ما قمت بتشغيله في التجارة فربما تربح أضعاف ذلك (ربا) .
- استبدل قطعة الذهب هذه التي تملك و التي عيارها 18 بقطعة أخرى عيار 21 و ادفع للصائغ الفرق (ربا) .
- استبدل هذا التمر السيء بتمر جيد و ادفع الفرق (ربا) .
- لست مضطراً لأن تعيد دينك إلى صاحبه في الوقت المحدد لذلك , استثمره و زِد في أرباحك حتى إذا طلبه اعطه (مطل) .
- لا تدفع زكاة مالك لأولئك الذين يدعون الفقر , فليشمروا عن سواعدهم و يعملوا مثلما تعمل و عندها لن يحتاجوا أن يأخذوا من مالك الذي تعبت حتى جمعته (عدم أداء حقوق الآخرين) .
- إن تنفق على أولادك فلن تستطيع جمع المال الذي تريد , دع والدتهم تأخذ من إخوتها و تنفق عليهم (عدم أداء حقوق الآخرين) .
- لا ترجع الكتاب لصاحبه فقد نسيه على الأغلب و هو ليس بحاجة إليه و في جميع الأحوال فإن ثمنه بخس و لا قيمة له (عدم أداء حقوق الآخرين) .
- تناسي صحن جارتك و لا ترجعيه إليها لأن الواجب عرفاً أن تضعي فيه شيئاً مقابل ذلك الشيء الذي أحضرته لك و الذي لم تحبيه (عدم أداء حقوق الآخرين) .
- أنت موظف و عمال تصليح سيارات الدائرة التي تعمل بها أصدقاؤك , دعهم يصلحوا لك سيارتك الخاصة أثناء الدوام الرسمي حتى لا تضطر لدفع المال خارج دائرتك (استغلال منصب حكومي) .
- أنت مصاب بالملل في هذه الساعة من دوامك في الدائرة الحكومية و لا شيء تفعله , اتصل بأصدقائك من هاتف الدائرة حتى تطمئن عليهم عل الوقت يمضي سريعاً (استغلال منصب حكومي) .
- اذهب لتسبح قليلاً في المسبح الحكومي أثناء تواجد صديقك المشرف حتى لا تضطر لدفع رسم الدخول (التعدي على أموال الدولة + استغلال منصب حكومي) .
- خذ من إرث أخيك الصغير و وسع تجارتك و تأكد بأن أخاك لن يعرف و لن يطالبك بشيء (أكل مال اليتيم) .
- إن تحدثت مع زوجتك بشأن مؤخر صداقها فقد تطلبه الآن , تناسى الموضوع من أصله (مطل الزوجة و محاولة أكل حقها) .
- هذه الأرض التي هي مؤخر صداق فلانة قد أصبحت تساوي الملايين و لحسن الحظ فإنها لا تملك ما يثبت أحقيتها بها إلا ورقة عادية و هكذا فيمكنكم أنتم باقي الورثة أن تفاوضوها على تقاسمها (محاولة أكل مال الغير من دون وجه حق) .
- أنت في مأزق مالي و لا حل أمامك إلا أن تبيع ذهب زوجتك من دون أن تفكر في إعادته إليها في المستقبل لأنك تنفق عليها و بالتالي فلا شيء عليك (نية أكل مال الغير من دون وجه حق) .
- لا تحضر لهذا الطبيب المبلغ الذي تبقى له منك , ألم تر أنه ما فعل شيئاً يذكر مقابل المبلغ الذي طلبه (نية أكل مال الغير من دون وجه حق) .
- دع تاجر الجملة الفلاني يثق بك حتى إذا ما اشتريت منه بضاعة بمبلغ كبير بالدين تجاهلته و لم تعطه شيئاً (نية أكل مال الغير من دون وجه حق) .
و يقول لعامل تصليحات الأجهزة المختلفة : عند تصليحك للجهاز ضع قطعة مستعملة و خذ ثمن قطعة جديدة و إن استطعت أن تستبدل القطع الجديدة و تضع قطعاً مستعملة بدل منها فذلك أفضل كي يخرب الجهاز بسرعة و يضطر صاحبه أن يلجأ إليك كي تصلحه له (غش و خيانة) .
و يقول للطالب و التلميذ : قدم الهدية تلو الهدية لمدرسك حتى يهتم بك (رشوة) .
إن غوايات الشيطان - السحت أبواب الكسب الحرام كثيرة و قد فصلت عدداً كبيراً منها في مقالاتي التالية :
غوايات الشيطان – موظفون
غوايات الشيطان – طب
غوايات الشيطان – تجارة
غوايات الشيطان – مهن أخرى
أخي المسلم : فكر كثيراً قبل أن تملأ قلبك بحب المال لأنك إذا فعلت فإنك تنمي شهوة أشبه ما تكون بالوحش المخيف الذي لا يترك صاحبه إلا و قد قضى عليه و هذا ما يريده اللعين و يسعى إليه حتى إذا ما تمكنت منك الشهوة أصبح من الصعب الفكاك و الخلاص منها و يبدأ عندها من وقع تحت تأثيرها بالبحث عن غذاءٍ لهذه الشهوة المخيفة من حلال و حرام و ما على اللعين إلا أن يذكره حينها بما عليه فعله أما ذاك الذي انتبه لمخاطر هذه الشهوة و جاهد نفسه كي تتروض في بوتقة الإيمان و فيما يرضي الله عزوجل فإن اللعين لا يجد سبيلاً إليه مهما ألبس حيله لباس التقى و الحلال .
تحياتى