نسمة الرحيق عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 677 تاريخ التسجيل : 06/11/2011 العمر : 41 الموقع : مصر ام الدنيا
| موضوع: التوحيد من الفطرة ... الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 7:59 pm | |
| خلق الله الخلق لعبادته، وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56-58].
والنفسُ بفطرتها إذا تركت... كانت مقرة لله بالإلهية، مُحبَّةً لله، تعبدُه لا تُشرك به شيئًا،
ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فالتوحيد مركوز في الفطرة، والشرك طارئ ودخيل عليها، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم/30]. وقال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه) [في الصحيحين من حديث أبي هريرة]. فالأصلُ في بني آدم: التوحيد.
والدينُ الإسلام وكان عليه آدم عليه السلام، ومن جاءَ بعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة، قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [البقرة/213]. وأوَّلُ ما حدثَ الشركُ والانحراف عن العقيدة الصحيحة في قوم نوح، فكانَ عليه السلام أول رسول إلى البشرية بعد حدوث الشرك فيها: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء/163].
قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون؛ كلهم على الإسلام. قال ابن القيِّم [إغاثة اللهفان (2/102)]: (وهذا القولُ هو الصواب قطعًا؛ فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ – يعني: في آية البقرة -: {فاختلفوا فبعث الله النبيين}.
ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى في سورة يونس: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ} [يونس/19].
يريد – رَحمهُ الله – أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف عما كانوا عليه من الدين الصحيح، كما كانت العربُ بعد ذلك على دين إبراهيمَ عليه السلام؛ حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغيّر دينَ إبراهيم، وجلبَ الأصنام إلى أرض العرب، وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة، فعُبدت من دون الله، وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة، وما جاورها... إلى أن بعثَ الله نبيه محمدًا خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فدعا الناس إلى التوحيد، واتّباع ملَّة إبراهيم، وجاهد في الله حق جهاده؛
حتى عادت عقيدة التوحيد وملة إبراهيم، وكسَّر الأصنام وأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة على العالمين، وسارت على نهجه القرون المفضَّلَة من صدر هذه الأمة؛ إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة، ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى، فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة؛ بسبب دعاة الضلالة، وبسبب البناء على القبور، متمثلاً بتعظيم الأولياء والصالحين، وادعاء المحبة لهم؛ حتى بنيت الأضرحة على قبورهم،
واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله، بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة، وذبح ونذر لمقامهم. وسَموا هذا الشرك: توسُّلاً بالصالحين، وإظهارًا لمحبتهم، وليس عبادة لهم، بزعمهم، ونسو أن هذا هو قول المشركين الأولين حين يقولون:
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر/3].
ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديمًا وحديثًا، فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية، وإنما يُشركون في العبادة، كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف/106].
ولم يجحد وجودَ الرب إلا نزرٌ يسير من البشر، كفرعون والملاحدة الدهريين، والشيوعيين في هذا الزمان، وجحودهم باطنهم، وقرارة نفوسهم، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14].
وعقولهم تعرف أن: كل مخلوق لابد له من خالق،
وكل موجود لابد له من موجد، وأن نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لابد له من مدبر حكيم، قدير عليم، من أنكره فهو إما فاقد لعقله، أو مكابر قد ألغى عقله ... | |
|
Abeer goMaa عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 896 تاريخ التسجيل : 30/10/2011 الموقع : مصر الحبيبة
| موضوع: رد: التوحيد من الفطرة ... الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:22 pm | |
|
الله يعطيكى العافية على الطرح الراقى
جزاكى الله خيرا
| |
|
سعيد المصرى مستشار منتدي عهد الوفاء
الجنس : عدد المساهمات : 1794 تاريخ التسجيل : 30/10/2011 العمر : 42 الموقع : منتدى عهد الوفاء
| موضوع: التوحيد من الفطرة ... الأربعاء نوفمبر 09, 2011 11:59 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الذى تقدست عن الأشباه ذاته و تنزهت عن مشابهة الأمثال صفاته
واحد لا من قلة موجود لا من علة
بالبر معروف و بالأحسان موصوف
معروف بلا غاية موصوف بلا نهاية
أول بلا أبتداء و أخر بلا أنتهاء
لا ينسب إليه الأولاد و لا البنون
ولا تفنيه الأوقات و لا توهنه السنون
و جميع مخلوقاته قهر عظمته و أمره إذا قال للشئ كن فيكون
واحد فى ألوهيته فلا شريك له واحد فى ربوبيته فلا ند له واحد فى أسمائه و صفاته بدون تعطيل أو تمثيل أو تشبيه أو تكيف
لا إله إلا الله محمد رسول الله
اللهم إحينا على ما حيا به سيدنا محمد و أمتنا على ما مات عليه سيدنا محمد
تحياتى ودى واحترام لشخصك الكريم
| |
|