--------------------------------------------------------------------------------
لماذ لا يحب العرب بعضهم بعضا
العرب منذ تاريخهم القديم معروفون بانهم شعب لا يحب ان يترأس عليه احد ولم تقم فيالتاريخ قبل الاسلام مملكة للعرب سوى مملكة كندة التي لم تعمر طويلا ، و بعد الاسلام ظهرتدوله قوية بسبب الدين الاسلامي بقيت عربية حتى عصر هارون الرشيد ثم استولى الفرساولا ثم الاتراك و المماليك على الحكم و ظلوا جاثمين و متسلطين حتى مجيء الدولالاوربية ومن ثم الاستقلال في منتصف القرن العشرين
لقد منح الله العرب هدية الأسلام ولكنهم لميقدروه فأستبدلوا تطبيق الشريعة الأسلامية بوضع الدساتير المنقولة من الغربوانساقوا وراء المفاهيم الغربية ما بين الشيوعية و الرأسمالية و العولمة و نسواأن " من تشبه بقوم فهو منهم" فأصبح الحال على ما هو عليه , لم نلحق بالغرب المتقدمإلا اذا طبقنا ما أمرنا الله بهفهذا والله غضب من الله
1 _ فلا ينكر أحد أن الشعوب العربية فى عصرنا الحاضر متفرقة وممزقه ومتنازعة فيما بينها،فهذا واقع ملموس لا يحتاج إلى برهان. ولكن هذا يُعد مرحلة فى تاريخ العربشأنهم فىذلك شأن بقية الشعوب والأمم الأخرى. ولا يعنى ذلك أنهم سيظلون كذلكإلى الأبد.
2- هل نسيتم جميعاً الحروب الاهلية في الدول الاوربية وهل نسيناالحرب العالمية الاوليوالثانية وكما استطاعت الشعوب الأوروبية أن تتغلب علىعوامل الفرقة والتنازع فيما بينهاوالتى أدت إلى حربين عالميتين شهدهماالقرن العشرون ـ فإن الشعوب الإسلامية سوف تستطيع فى مستقبل الأيام أن تتغلبأيضًا على عوامل الفرقة فيما بينها ، والبحث عنصيغة ملائمة للتعاون المثمرمن أجل مصلحة المجتمعات االعربية كلها.
3- هناك محاولات مستمرة فى هذا الصددوإن كانت بطيئة وذات تأثير محدود ومتواضعولكن هناك امل موجود وحلم قابلللتحقيق وسيتحقق ان شاء الله وانا كلي يقين بان هذااليوم سيأتي لا محالولندع الايام تثبت هذا الكلام. هناك بعض المنظمات تعمل للوصول بنا إلىمرحلةمتقدمة من التعاون الأوثق ومنها علي سبيل المثال المنظمة العربية وايضاالمنظمةالاسلامية ومهما كانت الاسماء فكلها تدعو الي الوحدة والتعاونوالتآلف والتكافل
4ـ فالإسلام فى مصادره الأصلية يدعو إلى الوحدة والتضامنويحذر من الفرقة والتنازع
(واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ) ، ويدعوإلى الشعور بآلام الآخرين والمشاركة فىتخفيفها ، ويجعل الأمة كلها مثلالجسد الواحد ـ كما يقول النبى صلى الله عليه وسلم (إذا اشتكى منه عضوتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) ويعتبر الإسلام رابطة العقيدة بمنزلةرابطة الأخوة: (إنما المؤمنون إخوة ) وحينما هاجر النبى صلى الله عليهوسلمإلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار ، فأصبحوا إخوة متحابين متضامنينفي البأساء والضراء. وآيات القرآن وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلكأكثر من أن تحصى.
5- من خلال تعليمي ودراستي في مجال الجغرافيا علمت بان هناكأسباب خارجية كثيرةأدت إلى الانقسام والفرقة بين المسلمين فى العصر الحديث. وترجع هذه الأسباب فى قدر كبير منها إلى الفترة التى هيمن فيها الاستعمارعلى بلاد العالم العربي. وعندما رحل تركمشكلات عديدة كان هو سببًا فيها مثلمشكلات الحدود ، وكانت القاعدة التى على أساسهاخطط لسياساته هى مبدأ: ") فَرِّق تَسُد )". ومن هنا عمل على إحياء العصبيات العرقية بينشعوب البلادالمستعمَرة. وقام بنهب خيرات هذه البلاد ، وأدى ذلك إلى إفقارهاوتخلفهاالحضارى الذى لا تزال آثاره باقية حتى اليوم. ولا تزال معظم شعوبالعالم العربي تعانى من المشكلات التى خلفها الاستعمار.