كل من حاد ومال عن دين الله القويم وصراطه المستقيم من الكفار والمشركين ومن اليهود
والنصارى والمجوس والصابئين :
لقد انحدر كل هؤلاء الظلمة والباغين إلى هوة
سحيقة : هذه الهوة لم ولن تبدد عنهم ماهم فيه منغمسين .. ولم ولن تسْم
بِهم
إلى ماهم به مكلفين ومخاطبين .. ولم ولن تحدو بِهم إلى إدراك حقيقة
الإيمان والإسلام
إنّهم اتبعوا آباءهم وأجدادهم دون أن ينظروا أو يتبصروا
.. هرعوا على آثارهم من غير أن يتفكروا : هل هم جاهلين أم مهتدين
هل هم
يعلمون أو لا يعلمون .. رضخوا لهم كالبهائم والأنعام .. ورِثوا ما ورِثوه منهم
وأورثوه لمن بعدهم .. فاستوى أمامهم
الأعمى والبصير ولم يفرقوا بين الظلمات
والنور ..
كما أن أربابِهم وأحبارهم ملأوا قلوبَهم بالحقد والعداء على
الإسلام والمسلمين ..
ومن تولواْ أمورهم استخفوا بعقولهم وقالوا لهم مثلما
قال فرعون لقومه : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ..
قالوا لهم إن الإسلام هو عدوهم وأنه سيزيل ملكهم فتغلغلت حِمية الجاهلية
والنزعة العصبية فى نفوسهم دون وعى أو بصيرة
فعمت أبصارهم وصدوا عن سبيل
الله وحاربوا شريعة الله ..
غرِقوا فى أحضان المادية وبُهروا بالحضارة
الزائفة فجُبِلوا من الصغر على اللذات طباعهم تستحثهم على الشهوات
أخلاقهم
قد افتقدوها ومروءتُهم قد وَأدُوها فلا إرادة لهم ولا حرية ..
الرجس قد
أصابَهم والجهل ران على عقولهم فأوْدى بِهم إلى الجهل لا إلى العلم وإلى الهدم لا
إلى البناءوإلى الظلم لا إلى العدل
وإلى الضلال والفساد لا إلى الرشاد
أو إلإرشاد .. فانحرفت فطرتُهم عن مجراها والتبست عليهم معالم الحق والْتَوت بِهم
سبل النجاة ..
غاب عنهم أنّهم عبيد لله ..
لم يفقهوا الخطاب من الله
بأنه خطابٌ عام يأمر كل عباده بالإيمان واتباع دين الإسلام .. يقول الله فى كتابه
ومحكم آياته :
{وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا
يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } سورةفصلت : الآية رقم 6 ,
7
لم يعوا أن الله أمرهم بِهذا الفرض وبسائر الأحكام التى أنزلها
الله .. فإذا ما أسبغ الله عليهم رضاه وهداهم إلى دين الله فقد
صاروا
مسلمين وإخواناً لنا فى الدين لهم مالنا وعليهم ما علينا ينتهوا عما نَهى الله عنه
ويأتمروا بما أمرنا الله به ..
{فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ
} سورة التوبة : الآية رقم 11
لم يعوا أنّهم
مأمورين بشهادة أن : لا إله إلا الله . وأن سيدنا محمد رسول من الله ..
وأنّهم مكلفين بأن يؤمنوا بيوم الدين . وبالملائكةِ وبأنبياءِ ورسلِ الله .
وأن يؤمنوا بكتاب الله وبجميع الكتبِ التى أنزلها الله .
وأنّهم مكلفين
بأداء الصلاةِ وفرض الصيام . وإيتاء الزكاةِ وحَج بيت الله الحرام
جهلوا أن
الله قد خلق الخلق لعبادته وليبلوهم فيما آتاهم وليرى أيهم أحسن عملا ..
لم
يوقنوا أن كتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هما المنار الذى
يهتدى به أى إنسان فى أى زمان أو مكان
وأن الإسلام هو الحصنٌ الحصين وصمام
الأمان لكافة الناس أجمعين ..
لم يعلموا أن الوحدانية لله تجعل كل الخلق
متساوين لا تفضيل ولا تمييز فيها لإنسانٍ على آخر فكل العباد سيعبدون واحدٌ أحد
وأياً منهم لن يكون ذليلاً لأحد .. لا قيد له إلا إرضاء مولاه .. فيشعر
بعزته وحريته وكرامته .. يفعل الخير الذى أمره الله به
ويتجنب الشر الذى
نَهاه الله عنه .. ويعتزل الرذيلة ويتمسك بالفضيلة .. ويتخلص من الوثنية فى عبادة
غير الله
أو فى تأليه أوتقديسِ شخصٍ أو دولةٍ مَا ..
*************