حاولت وجربت ذات مرة الهروب من أحزاني فأخذت أتجول بين البشر وسط دروب القلوب....لكني وجدت أحزانهم تطاردني.....
فالحزن ملأ قلوبهم فظهرت معالمه واضحة فوق الوجوة فأعطت لألوانهم شحوبا ولدمعهم رونقا وبريقا وبأصواتهم هذا الوتر الحزين يعزف علي سلم أحزاني فيثير شجوني وآلامي.......
ولكني أثناء تجولي هذا وترحالي سمعت هذا الصوت............!!!!!
هي فتاة في ريعان شبابها تعلق قلبي بصوتها هذا بنبراته تلك السعيدة الحالمة في البداية كنت أظن أن هذا هو السبب أو ربما هكذا توهمت أنا لرغبتي في الهروب من أي شيء يمت بصلة لأحزان وآلامي....
ومضت الساعات والايام وهذا الصوت في خيالي دائما يثير تلك السعادة في قلبي فيملؤني بالأمل والتفاؤل بغدأكثر إشراقا وأكبر جاذبية وأبعد ما يكون عن أحزاني.....
ولا أخفي علي نفسي وقلبي سرا فلم أري من قبل هذ الوجه أبدا ولم يكن أبدا يعنيني ما شكله وما هي ملامحه وكيف لونه....؟؟؟؟!!!!!
كل ما كان يعنيني هو هذا الصوت رغم سماعي آلاف الأصوات قبله لكنه إستطاع وبجدارة أن يحتل مكانة في نفسي ليست بالهينة فد كان صوتا هادئا أقرب ما يكون الي السكون الذي يأخذك بقوته الي عالم من الخيال والاحلام في وقت ماتت فيه الأحلام ودفن فيه الخيال ...!!!!!
صوت مفعم بالحياة والنشاط مليئ بالأمل واشراقة التفاؤل...
صوت يهز كيانك فقط إن كنت تعرف كيف هي لغة الأصوات وإحساس الكلمات.....
حين يعبر هذا الصوت بلغتة الساحرة أذنك ويموت الي الأبد في مناطق الشعور لديك ......!!!!!!
لم أصدق نفسي وأنا أستمع لهذا الصوت وبدأت في التساؤل......
أحقا هناك صوت بلا أحزان...؟؟؟
أهناك شخص علي وجه الأرض يتقن كيف الحياة ....؟؟؟؟
يستطيع أن يكون في تلك السعادة وأن يشعر بها من حوله بمجرد سماعهم لصوته فقط....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها حقا عبقرية الحياة.......!
ولكن الحياة علمتني دائما أنني حين أبتسم فإنما أبتسم من كثرة الأحزان..!
فسرعان ماوجدت إجابات كثيرة لتساؤلاتي تلك الحائرة....
فهذا الصوت الذي لفت إنتباهي بتلك الدرجة هو مجرد قناع أو مرآة تختبئ ورائها جبال من الأحزان وبحور من الآلام وأن من يتحدث معي بنبرة السعادة هذة هو في الأصل مذبوح مثلي منذ زمان بعيد ومثلي أيضا يبتسم من كثرة الأحزان ويشرب من نفس نبع الآلام.....!!!!
ولا أخفي سرا فقد شعرت بسعادة كبيرة لذلك....!!!!
لأني علمت السر الحقيقي ورء إنجذابي لذلك الصوت ولا أبالغ إن قلت إدماني لسماعه والعزف فوق أوتاره الحزينة.....
وفي التهاية لا أستطيع سوي أن أقدم إعتذري هذا لأحزاني.....
فقد هربت منك أحزاني ولكن لأحزان أخري ربما تفوقك جمالا وتزداد عنك مرارة وعذابا....
فعذرا أحزاني ..... فحين تركتك ذهبت إلي جمال أحزان أخري.