نسمات الهواء تهدهد رؤوس الأشجار بنعومة..
تتحرك نحو الأمام والخلف وكأنها تداعب صدر السماء..
أعلم بأن الأشجار تحكي لبعضها البعض عن خلفاء الأرض التعساء..
وهم يعملون كالنمل.. يطوفون كالنحل.. يتوحدون كالعناكب..
..
أنظر لها..
أخبرها بأني أود لو استمعت لحديثها..
لو توقفت عن تخيل الأمر واكتفيت باستيعابه فقط..
لن يستثني الكون رجلا ً مثلي بالحديث معه..
يعلم بأن عقلي سيدفعني على خيانته.. على فضح ستر صمته..
لذا وضعت يدي على ساق الشجرة قائلا ً وأنا أمسح عليها بأني لا ألوم أحد على شيء..
فالكل يرتكب كينونته كما قدر له أن يفعل..
..
قلبي خرابٌ الآن..
كالأطلال..
أبحث عنك بكل مكان.. وأنتِ تسبحين في أوردتي وشراييني..
متمنيا ً لو تحسست وجهك بيديّ كالأعمى..
لو احتضنتك..
لو وضعت رأسي على صدرك مستمعا ً لنبض قلبك..
لو دفنت رؤوس أصابعي بشعرك..
لو ملأت رئتي بأنفاسك..
لو سبحت عاريا في بحر عينيك..
..
لا يصح الحب لرجل مثلي..
ولن أملئ فراغ عيني بحضورك..
نبوءة لا أستحقها أنتِ.. أسطورة لن تتحقق لي أنتِ..
..
أريدكِ أن تعلمي فقط بأني أحبكِ جدا ً رغم علمي بأني لن ألتقي بك..
أن تعلمي بأن مجنونا ً ما كان يسير هائما ً غريبا ً كسيح الفؤاد ممزق الروح يهذي بك..
أن تعلمي بأن رجلا ً ما.. في مكان ما.. في زمان ما.. كان يحبك..
وكنتِ تعنين له كل شيء جميل يحارب من أجله..
--
للتاريخ
لست جميلا ً كما تتوقع
لا أحمل هم الحقيقة ولكني أكره الأشياء المزيفة بعنف
أشعر بأنها تهينني شخصياً..
مزيف ولعين أنا إن صدقت بأني كائن جميل يحمل هم الحقيقة على كتفيه..
تحمل كمية لا بأس بها من الايمان في قلبك
وهذا ليس لأنك كائن ملائكي.. ولكن شياطينك صغيرة ولم تنبت لها قرون بعد..
..
حروف الملاعين أصنام
عباراتهم أوثان..
لا لن أخط حرفا ً لأعبده
لا لن أكتب هراء ً لأرتله
..
بالأصل أن كل شيء هراء ما عادا الشيء الذي أخبرنا الله بأنه ليس كذلك
..
أنت لا تعرفني .. وأنا أيضا ً لا أعرفني
أنت لا تعرفك .. وأنا مثلك لا أعرفك
..دعنا لا نصبح مغفلين بما يكفي لندعي العكس
..
شياطيني تهيم بعروقي .. أربطها بحبال فكري لأحرث بها عقلي
أزرع لعناتي في روحي لأحصد كينونة مسمومة..
..
لا أريد لك أن تموت مسموماً بي.. لا أريد لشياطيني أن تنظر لروحك
إني مجرد ثائر آخر لا يؤمن إلاّ بالكفاح
..
أهرب بقلبك.. نقّله حيث شئت.. كيفما شئت..
لكنك أبداً لن تستطيع الهرب منك إلاّ إليك.