كن لها محمد تكن لك خديجة
اخى الحبيب
اجعل النبي "قدوتك".. في علاقتك بزوجتك
"كن لها "محمداً" تكن لك "خديجة
..أعتقد إن لو كل زوج وكل زوجة اتخذوا من علاقة النبي بأزواجه مثل وقدوة يحتذوا بها في علاقتهم الزوجية أكيد مشاكل كتير بينهم هتتحل.ودلوقتي تعالوا نشوف أمثلة لمواقف النبي الزوج، كيف كان زوجا لطيفاً رقيقاً حنوناً، على أمل أن نأخذ منها ما يفيدنا في حياتنا...
إعترف بحبه ولم يخجل
رجال كتيرون بيخجلوا إنهم يعترفوا بحبهم لزوجاتهم أمام الناس، وبيشوفوا إن ده فيه تقليل من رجولتهم وقيمتهم، لكن رسولنا الكريم لم يخجل، ففي أكثر من موقف نجده يعترف بحب لزوجاته.
فعندما سأله عمرو بن العاص "رضي الله عنه": "أي الناس أحب إليك"، فقال صلى الله عليه وسلم: عائشة.
(رواه البخاري) .
لم يتأخر عن مساعدتهن
على الرغم من كثرة مشاغله وهمومه التي كان يحملها من أجل نشر رسالة الإسلام وهي مهمة أعتقد بأنها أصعب بكثير من أي مهمة يتحملها الرجال.. إلا أنه كان دائماً في خدمة أهل بيته يعاونهم ويساعدهم بما يستطيع بكل الحب والمودة.
فعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".
إحترم عقولهن
في الكثير من الأحيان نجد أزواجا ينظرون لزوجاتهم على أنهم كائنات ناقصات عقل، لا يستشيروهم في أهم قراراتهم، وإذا شاركت الزوجة برأي فغالباً ما يتبعون مبدأ العناد، معتقدين أن مجرد أخذهم بهذا الرأي تقليل من قوة شخصيتهم.
لكن رسولنا الكريم لم يقلل أبداً من شأن المرأة، فهو القائل في حديثه الشريف "النساء شقائق الرجال " وكان لا يخجل أبداً من الاستعانة بزوجاته واستشارتهم، وطلب العون منهم فيما يتعرض له من مشاكل وقد قيل أن إمرأة عمر (رضي الله عنه) راجعته في أحد الأمور فقال: أتراجعينني؟ فقالت: إن أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يراجعنه وهو خير منك.
: وأكبر دليل على ذلك يتضح في الواقعة التالية
لما وقّع النبي صلى الله عليه وسلم اتفاق الحديبية كان من شروطه أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة دون أن يؤدوا العمرة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال: "قوموا فانحروا، ثم احلقوا"، فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات.
فلما لم يقم منهم أحد؛ دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة: (يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ وتدعو حالِقَك فيحلِقَك)، فخرج، فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بُدْنَه، ودعا حالِقه فحلَقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا.
كان حليماً في غضبه
في الوقت الذي نرى فيه الأزواج يعبّرون عن غضبهم واستيائهم من زوجاتهم في وقت الخلافات بأقسى وأصعب الطرق، وقد يلجأ البعض إلى ضرب أوطرد الزوجة من بيت الزوجية، أو إلى سبها بأفظع الشتائم.
نجد سيدنا محمد يتعامل مع زوجاته بلطف بالغ أوقات الخلاف أكثر منه في أوقات الصفا والرضا.
ففي يوم من الأيام حدث خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة -رضي الله عنها- فقال لها: من ترضين بيني وبينك.. أترضين بعُمَر؟
قالت: لا أرضي عُمَر قط؛ عُمَر غليظ.
قال: أترضين بأبيك بيني وبينك؟
قالت: نعم.
فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر، فلما جاء قال الرسول: تتكلمين أم أتكلم؟
قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت؛ فإنا لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول: ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق (اللصوق) بظهري -إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها- ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشرِكاني في سلامكما، كما أشركتماني في حربكما". (رواه الحافظ الدمشقي).
فهذا الموقف يوضح لنا مدى رقة وبساطة النبي صلى الله عليه وسلم عندما يختلف مع زوجته، فها هو يخيرها في الحكم الذي ترضاه بينهما، ولم يقبل أن يضربها أبوها على الرغم مما قالته، وكم كان رقيقاً وهو يزيل حدة الموقف بمداعبة لطيفة.
وعندما كان الغضب يشتد بينه وبين زوجاته كان الهجر
هو أنسب الطرق للعلاج.
معهن في كل الظروف
زوجات كثيرات بيشتكوا من إن أزواجهم مش بيصبروا عليهم في أصعب المواقف اللي ممكن إن الزوجة فيها تكون ضعيفة ومحتاجة لكلمة حنان من زوجها، وأن تراه واقف جنبها، ولكن هذا لا يحدث تحت حجة أن الزوج عنده من المشاكل والمشاغل ما يكفيه.
إلا أن رسولنا الكريم كان يتحمل زوجاته على الرغم من كثرة مشاغله، فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي حائض، فيضع رأسه في حجرها، فيقرأ القرآن، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض". (رواه أحمد).
وفي موقف آخر دخل الرسول على زوجته السيدة صفية بنت حيي -رضي الله عنها- فوجدها تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال: قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى.
وفي هذا الموقف تتجلى إنسانيته ورقته؛ فعن أنس قال: "خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر)، فرأيت النبي يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب". (رواه البخاري).
وهكذا نراه دائماً إلى جوار زوجاته حتى فيما يطلق عليه الرجال الآن "دلع فاضي".
كان وفياً إلى أبعد الحدود