هل يجوز تغيير المنكر باليد ؟؟ ,, جمــال ســـلمى ,

هناك بعض الأشخاص أو بعض الجماعات الإسلامية ترى أن من حقها تغيير المنكر باليد أو بالقوة ، متعللين في ذلك بالحديث الشريف الذي يقول أوله : "من رأى منكم منكراً فلغيره بيده.. الخ".
والسؤال: هل يجوز لعامة الناس تغيير المنكرات باليد أو بالقوة واستخدام السلاح أو نحوه؟

ولنبدأ بالحديث وماورد فيه ولنتابع معا من له حق التغيير بالمنكر
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول:
«من رأى منكم منكراً فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
فإذا علم ذلك فيحسن إيراد الجواب مفصلاً في النقاط الآتية وذلك لأهمية السؤال،
ولكثرة من يخطئ في هذا الباب. أولاً:
قال الإمام القرطبي في المفهم (1/233) ما نصه:
"هذا الأمر على الوجوب، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الإيمان ودعائم الإسلام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة".
ثانياً:

قال الإمام النووي في شرح مسلم (2/33) ما نصه:

"ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف".
ثالثاً:

قال الإمام القرطبي مبيناً ما يجب به إنكار المنكر،ما نصه:
"ولوجوبه شرطان:

أحدهما العلم بكون ذلك الفعل منكراً أو معروفاً
والثاني القدرة على التغيير".
رابعاً:

قال الإمام النووي ما نصه:

"ثم إنه إنما يأمر وينهى من كان عالماً بما يأمر به وينهى عنه وذلك يختلف باختلاف الشيء،

فإن كان من الواجبات الظاهرة والمحرمات المشهورة، كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها فكل المسلمين علماء بها, وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه ولا لهم إنكاره بل ذلك للعلماء".
خامساً:

تغيير المنكر باليد يكون لاثنين:
الأول: الحاكم أو من ينوب عنه ممن يوليهم الحاكم بعض المهام كالوزراء مثلاً في وقتنا الحاصر،

لأن الحاكم أعطاه الشرع المرتبة لكي يحفظ على الناس أمر دينهم ودنياهم،
ويكون ذلك في الأمور العامة التي لا يمكن لغير الحاكم أن يغيرها بيده، مثل انتشار الربا والزنا والسرقة والخمور،

إذ لو أن أحداً غير الحاكم أو نائبه غيّر ذلك باليد لعمت الفوضى وأدى ذلك إلى حدوث منكر أشد من الذي يراد تغييره.

الثاني: الرجل في بيته فيمن تحت رعايته من زوجة أو ولد،

كأن يكون الابن لا يصلي وقد بلغ العاشرة، أو تكون البنت متبرجة وقد بلغت سن التكليف.

سادساً:
تغيير المنكر باللسان يكون للعاجز عن التغيير باليد وتغيير المنكر بالقلب يكون للعاجز عن التغيير باليد أو اللسان، فمن كان من أهل تغيير المنكر باليد لم تبرأ ذمته بتغييره باللسان، ومن كان من أهل اللسان لم تبرأ ذمته بإنكار القلب فقط.

والخلاصة أن تغيير المنكر باليد لا يجوز لعموم الناس،

لأن ذلك يسبب حدوث فتنة أو منكر أعظم،
ولذلك أوكل الإسلام إلى الحاكم أمر إقامة الحدود والقصاص.

والله تعالى أعلى وأعلم

,, جمـــال ســـلمى ,,

أشكرك على هذا الطرح الطيب والبيان الواضح

،
وأسأل الله أن يجعله في ميزان
حسناتك .

بارك الله فيك اخى الكريم

على الموضوع المفيد لنا جميعا

جعلة فى ميزان حسناتك

من رأى منكم منكراً فلغيره بيده

جزاك الله خيرا اخى

طرحت فابدعت كاعادتك

دامت ودام عطائك

دائما نتظار جديدك الشيق

لك خالص احترامى وتقديرى

تقبل مرورى