اثبات العلو والساق لله تعالى
الشيخ محمد جميل زينو
1- قال ( جلال الدين
المحلي ) عن تفسير قوله تعالى : أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء (الملك : 16 )
سلطانه و قدرته
وهذا تاويل باطل من المحلي لا دليل عليه ، لم يعلق عليه القاضي
كنعان . والصحيح ان الذي في السماء هو : الله ؛ كما ذكر ابن الجوزي نقلا عن ابن
عباس.
( ولما سأل الرسول صلى اله عليه وسلم الجارية ، أين الله ؟ قالت في السماء
) رواه مسلم
2- ذكر المفسر جلال الدين السيوطي عند قوله تعالى :
(ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ (البقرة : 29 )
أي
قصد ، ولم يعلق القاضي كنعان ، وهذا التفسير مخالف لما رواه البخاري في كتاب
التوحيد حيث نقل عن مجاهد وأبي العالية : معنى :
( استوى ) : أي علا
وارتفع.
وقد اختار هذا التفسير الإمام الطبري في تفسيره ، وردَّ غيره من
التفاسير لمخالفته اللغة العربية.
3- ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ )(القلم :
42 )
هو عبارة عن شدة الأمر يوم القايمة ، ولم يفسر المحلي بالحديث المتفق عليه
:
« يكشف ربنا عن ساقه » صحيح البخاري ج6/27
أقول : لم يعلق الشيخ محمد كنعان
على هذا التأويل من جلال الدين المحلي.
4- ( يوَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ
فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (القلم : 42 )
تصير ظهورهم طبقا واحدا
ثم ذكر في الحديث
الذي بتر اوله فقال :
( وفيه قوله صلى اله عليه وسلم : فسسجد له كل مؤمن
ومؤمنة...الخ )
والحديث اوله : ( يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة)
متفق عليه
والحديث اوردعه البخاري عند تفسير قوله تعالى :
( يَوْمَ يُكْشَفُ
عَن سَاقٍ )
وقد فعل مثله أيضا الشيخ محمد علي الصابوني عند تفسير هذه الآية
وبتر الحديث اوله لئلا يثبت صفة الساق لله تعالى التي اثبتها رسوله صلى اله عليه
وسلم وهو خير مفسر للقرآن ؛ فهل يجوز لمفسر ان يترك تفسيرا جاء عن الرسول صلى الله
عليه وسلم ؟ بل ويتجرأ على بتره من اوله تبعا لمذهب التأويل الفاسد ؟!!
ومذهب
السلف إمرار هذه الصفة على حقيقتها من غير تأويل وهي على ما تليق به بلا كيف كما
قال الإمام مالم لما سئل عن معنى قوله : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
(طه : 5 ) ، كيف استوى ؟ فقال :
( الاستواء معلوم والكيف غير معقول والسؤال عنه
( عن الكيفية ) بدعة ، والايمان به واجب ، أخرجوا هذا المبتدع )
أقول : كان
مبتدعا لأنه سأل عن الكيفية ، والكيفية لا يعلمها إلا الله، لم يسأل عنها أحد.