طفلة بريئة تزهو بفستان من الأزهار
تنشد بفرح غافلة عن ما حولها من أخطار
تعطي بحب دون أن تطلب مقابل
رائحة عطرها تجذب الفراشات
للتتراقص فوقها بفرح
تحتوي بقلبها الألاف دون أن تمل
تقدم روحها لهم دون تردد
هي بستان الربيع
بستان أمتلئ بكل جميل
و في غفلة من أحبائها
سلكت ذلك الطريق
طريق مهجور و طابعة الهدوء
لتشيعها تلك العيون القذرة بالكره
و رغبة بتمزيقها بطمع
لينقضوا عليها
ليسلبوا روحها
ليمزقوا براءتها
ليشوهوا روحها
تحاول أبعاد أيديهم العابثة بوحشية
ليعاقبوها بتدميرها بالكامل
في ظلمة ذلك الطريق
يسمع أحبتها صراخها
و عن نجدتها يقفوا عاجزين
تتمزق أرواحهم قهراً
تحترق قلوبهم كرهاً
وهي مازالت تنزف
لازالوا يأسرونها تحت مخالبهم
مازالوا يجرحونها بخناجرهم
وهي مستمرة البكاء
دموع فاضت
و قلب يئن
لكنها صامدة
حب من يسكن قلبها يعزيها
تحاول الفرار ليزيدوا من بطشهم
لا حول لها ولا قوة
يقترب أحبائها
يهبوا لنجدتها
لكن المعتدون بعدوانهم يتمادون
يقبل طفل صغير
يطلب منهم فك أسرها
ليردونه قتيل
لتصرخ بستان الربيع
التي أصبحت مشوهه بالجراح
لتصبح بقايا دمار
يتمادوا و يصبغون خدها بدماء ذلك الصغير
كم سيتحمل قلبها الضعيف
ليثور الأحباء و يقاتلوا بإخلاص
ليكون لهم نفس المصير
لتبكي الأم أبنائها
و يتقدم الشيخ الكبير موكب المعزين بابنه الوحيد
أيظنون أنهم هكذا يخمدوا نار الاحتجاج
ليسكتوا الأفواه
بل هم يزيدون أيقاد النار
لن أكتب لقصتي نهايه
فبستان الربيع مازالت لديهم أسيرة
قصة لم تكن من نسج الخيال
فأقسم أنكم لاغتصاب بستان الربيع كنتم شاهدين
و وقفتم مثلي مع العاجزين
كما وقف العالم بلا ضمير
يشاهد بصمت جروح بستان الربيع
أنتم من أحباء بستان الربيع