القرآن الكريم والسنة المطهرة كلها تدل على أن عيسى بشر خلقه الله من مريم، بين جل وعلا أن الله جل وعلا خلقه من مريم من أنثى بلا ذكر، فهو بشر من البشر أمه مريم بنت عمران وليس له أب، بل قال الله له كن فكان، كما قال جل وعلا في كتابه الكريم: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السمع العليم، فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنا لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فهي وذريتها من بني آدم، خلقها الله وخلق ابنها عيسى ودعت ربها أمها أن الله يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم، وأرسل الله الملك جبرائيل فنفخ في فرج مريم وحملت بعيسى عليه الصلاة والسلام، كما قال جل وعلا: ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين في آيات كثيرات في سورة مريم وغيرها بين فيها سبحانه أن الله جل وعلا، يسر لها هذا الولد من دون زوج، ومن دون زنا، بل هي البتول العفيفة حملت به بأمر الله وبالنفخة التي فعلها جبرائيل بأمر الله سبحانه وتعالى، فصار ولداً سوياً ونبياً كريماً بأمر الله عز وجل، فليس في هذا اجتهاد، وهذا قد أجمع عليه المسلمون أخذاً من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فهو بشر لأن أمه بشر، وخلق منها وهي من بنات آدم وخلق منها، من دون أب، قال الله له كن فكان.