شرح حديث (((اعوذ بكلمات الله التامات)))
بسم الله
الرحمن الرحيم
ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قـــال : " جاء رجلٌ إلى
النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقربٍ لدغتني البارحة ، قال : أما لو قلت
حين أمسيت : أعوذً بكلمات الله
التامات من شر ما خلق لم تضرك " صحيح مسلم
وفي رواية للترمزي : " من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذُ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق لم يضره
حمةٌ تلك الليلة " صحيح الترمذي و صححه الألباني رحمه الله
والحمةُ: لدغة كل ذي سم كالعقرب و نحوها
فالحديث فيه دلالةٌ على فضل هذا الدعاء وأن من قاله حين يمسي يكون محفوظاً
بأذن الله من أن يضره لدغ
حيةٍ أو عقرب أو نحو ذلك .
وقوله في الحديث : أعوذُ أي ألتجئ فالأستعاذة بالالتجاء والأعتصام و
حقيقتها : الهرب من شئ تخافه
إلى من يعصمك منه ويحميك من شره ، فالعائذ بالله قد هرب مما يؤذيه أو يهلكه
إلى ربّه ومالكه وفر إليه
وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه .
والمراد بكلمات الله : قيل: هي القرآن الكريم وقيل : هي كلماته الكونية
القدرية
والمراد بالتامات : أي الكاملات التي لا يلحقها نقصٌ ولا عيب كما يلحق كلام
البشر
وقوله " من شر ما خلق " أي من كل شــر في أي مخلوق قام به البشر من حيوان
أو غيره إنسياً كان أو
جنياً أو هامة أو دابه أو ريحاً أو صاعقة ، أي نوع كان من أنواع البلاء في
الدنيا و الأخرة