بعد الصلاة والسلام على خير الأنام
أغر عليه للنبوة خاتم * من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد
أكرم الأولين والآخرين على الله وسيد ولد أدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة حامل لواء الحمد أول شافع ومشفع أول من يدخل الجنة
قال عنه ربه عز وجل : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) القلم 4
وقال عن نفسه عليه الصلاة والسلام : { إن الله اصطفى قريشا من بني إسماعيل واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم }
وقالت عنه أقرب الناس إليه عائشة رضي الله عنها :{كان خلقه القرآن } حديث صحيح / أخرجه مسلم
فتعالوا معي إخوتي لنتجول في واحة الخلق المحمدي
كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس كفا وأرحبهم صدرا وأصدقهم لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وألزمهم عشرة من رآه هابه ومن خالطه أحبه وضاء الوجه حسن الخلق
قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : { ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها } أخرجه البخاري
يقول أنس رضي الله عنه : {كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذا شديدا حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله عليه الصلاة والسلام فإذا قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال : يا محمد
مر لي من مال الله الذي عندك قال : فالتفت إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام فضحك ثم أمر له بعطاء }
أخرجه البخاري
وكان يقضي حوائج المحتاجين صغارا أو كبارا رجالا أو نساء
عن أنس قال : {إن امرأة كان في عقلها شئ قالت : يا رسول الله إن لي حاجة فقال : " يا أم فلان انظري أي الطرق شئت " فقام معها يناجيها حتى قضت حاجتها } أخرجه مسلم
وكان جوادا كريما كثير العطاء يقول أنس رضي الله عنه : { إن الرسول لم يسأل شئ على الإسلام إلا أعطاه قال :فأتاه رجل فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة قال :فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة } أخرجه مسلم
وكان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر وكان دائم البشر لين الجانب ليس بالفض ولا الغليظ ولا الصخاب ولا الفحاش و قد ترك نفسه من ثلاث ألمراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث لايذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته
حيي حليم شجاع عفو سمح أمين
وعلامة إسلام المرء حبه عليه الصلاة والسلام بل وأن نحبه أكثر مما نحب أنفسنا وأهلينا
اللهم أرزقنا حبه والإقتداء به وجعله شفيعا لنا يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم
محمد المبعوث للناس رحمة ..... يشيد ما أوهى الضلال ويصلح
لئن سبحت صم الجبال مجيبة ..... لداود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه ..... وإن الحصى في كفه ليسبح
(وصف صفاته الجسمانية وطعامه ولباسه وقوته عليه الصلاة والسلام )
وصفه كثيرون عليه الصلاة والسلام وقد اخترت وصف سيدنا علي رضي الله عنه إذ قال : {لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ولا البسط ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشربا أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم } أخرجه الترمذي
ووصفه أنس رضي الله عنه فقال : { كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا القصير أزهر اللون ليس أبيض أمهق ولا آدم ليس جعد قطط ولا سبط رجل أنزل عليه وهو ابن أربعين فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء } رواه البخاري
وجهه الكريم
قال عنه البراء عندما سئل عنه { أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر }
رواه البخاري
وقالوا عن شعره ولباسه عليه الصلاة والسلام
قال البراء بن عازب : { كان مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منها } رواه البخاري
وقال أنس ابن مالك رضي الله عنه : { كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحبرة } رواه البخاري
خاتمه عليه الصلاة والسلام
عن ابن عمر قال : { اتخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام خاتما من ورق كان في يده ثم كان في يد أبي بكر ثم كان في يد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع في بئر أريس نقشه محمد رسول الله } رواه البخاري
طعامه
قال أنس ابن مالك رضي الله عنه : {إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس : فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال : فلم أزل أحب الدباء من يومئذ } رواه البخاري
وقالت عنه عائشة رضي الله عنها { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل } رواه البخاري
قوته عليه الصلاة والسلام
قال ابن إسحاق : حدثني أبي إسحاق بن يسار قال : كان ركانة بن عبد يزيد ابن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد قريش فخلا برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكة فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام : {يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه ؟ } قال : إني لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق ؟ } قال نعم قال: {فقم حتى أصارعك }قال : فقام إليه ركانة يصارعه فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه وهو لا يملك من نفسه شيئا ثم قال عد يا محمد فعاد فصرعه فقال يا محمد والله إن هذا للعجب أتصرعني ؟!.
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام { وأعجب من ذالك إن شئت أن أريكه إن إتقيت الله أتبعت أمري } قال : ما هو ؟ قال : { أدعوا لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني } قال :أدعها فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام قال فقال لها { إرجعي إلى مكانك } قال فرجعت إلى مكانها
قال فذهب ركانة إلى قومه فقال يا بني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض فوا لله ما رأيت أسحر منه قط ثم أخبرهم بالذي رأى والذي صنع ................أخرجه البيهقي
فسبحان الله أحسن الخالقين
عذرا رسول الله إن قصرت في.............................وصف فإن جمالكم لن يوصف
والله لو جد العباقرة كلهم.....................................في وصف أفضال له لن تعرفا
( نسبه وكنيته وأعمامه وزوجاته وأبناءه )
ألهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن توفقني إلى حسن الأدب مع نبيك المصطفى
ألهم إني أشهدك أن الخطأ دوما هو من جهلي ومن الشيطان وأن الحق هو من توفيقك ربي
أما بعد :
فنسبه وكنيته
هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ( المغيرة ) ابن قصي ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب ابن فهر ابن مالك ابن النضر ابن كنانة ابن خزيمة ابن مدركة ابن إلياس ابن مضر ابن نزار ابن معد ابن عدنان ابن إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام / كنيته أبا القاسم
أمه
أمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
مولده
ولد عليه الصلاة والسلام بمكة يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام الفيل على الراجح
كنيته
أبو القاسم
أعمامه وعماته
العباس و حمزة وأبا طالب والزبير و الحارث و حجل و المقوم و ضرار و أبا لهب (عبد العزى )
وصفية و أم حكيم و عاتكة و أميمة و أروى و بره
مرضعته
حليمة ابنة أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نضر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان
أبوه من الرضاعة
الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة ابن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن
إخوته من الرضاعة
عبد الله ابن الحارث و أنيسة بنت الحارث وحذافة بنت الحارث (الشيماء )
أسماؤه عليه الصلاة والسلام
محمد و أحمد و الماحي و الحاشر و العاقب و المقفى و الفاتح و الأمين و البشير و المنير والضحوك القتال و نبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة
زوجاته
خديجة بنت خويلد و سودة بنت زمعه و عائشة بنت أبي بكر و حفصة بنت عمر و وزينب بنت خزيمه و أم سلمه و زينب بنت جحش و جويرية بنت الحارث -(ميمونة بنت الحارث ) وصفية بنت حيي و أم حبيبة ومارية القبطية رضي الله عنهن جميعا
أبناؤه
من خديجة بنت خويلد ولد له عليه الصلاة والسلام ( القاسم و الطاهر و زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة )
ومن زوجته ماريه القبطيه ولد له ( إبراهيم )
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وآل بيته أجمعين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
الحق أنت وأنت إشراق الهدى ........................ولك الكتاب الخالد الصفحات
من يقصد الدنيا بغيرك يلقها ...........................تيها من الأهوال والظلمات
لما أراد الله جل جلاله ..............................أن ينقذ الدنيا من العثرات
أهداك ربك للورى ياسيدي.............................فيضا من الأنوار والرحمات
لن نتحدث هنا عن خلقه الرفيع في ذالك الزمن الذي يموج بالجهل والعادات السيئة ولن نتحدث عن كمال صفته عليه الصلاة والسلام ولكن سنسرد بعضا من دلائل نبوته بحسب ما وفقنا الله إلى ذلك فأسأل الله السداد والعون
أولا : دلائل عند الحمل به
تحكي أمه أمنة بنت وهب عن حملها به صلى الله عليه وسلم فتقول : أنها لم ترى حملا قط أخف منه ولا أيسر منه
ثانيا : دلائل عند ولادته
1 - تحكي أمه أنها عندما ولدته أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام
2 – وأنها عندما وضعته وقع واضعا يديه الشريفتين على الأرض رافعا رأسه إلى السماء
ثالثا : دلائل حفظ الله له عند صغره
1- عندما ذهبت به مرضعته حليمة السعدية إلى بيتها حلت البركة في كل شئ فمن ذالك أن شاتهم الهزيلة التي لم تكن تحمل لبنا حفلت باللبن عندما حل عندهم الرسول
2- تقول عنه مرضعته أنه كان يشب شبابا لايشبه الغلمان في سنه
3- حدث له عندما كان في بيت حليمة أن أخذه رجلان بثياب بيض فشقا بطنه عليه الصلاة والسلام فأخرجا منها علقة سوداء ثم غسلا قلبه وبطنه حتى أنقياهما
4- وكان عليه الصلاة والسلام لا يتعرى كما يفعل غيره في زمنه فقد حكى عن نفسه صلى الله عليه وسلم فقال :{ لقد رأيتنني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذالك وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال : شد عليك إزارك . قال : فأخذته وشددته علي ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي } ذكره ابن حجر في فتح الباري
رابعا : قول الكهان والرهبان عنه وتبشيرهم به
1 – قصة بحيرى الراهب : خرج أبو طالب في أحد تجاراته في قافلة إلى الشام وأخذ معه ابن أخيه محمد عليه الصلاة والسلام ونزلت القافلة عند راهب بالشام يدعى بحيرة وكانوا قد اعتادوا النزول عنده وكان لا يعرض لهم من قبل ولا يكلمهم فلما رأى الرسول وشاهد عجبا من أمره حيث كانت غمامة تظله عليه الصلاة والسلام وعندما دنى من شجرة استظل بها تركته تلك الغمامة وكأنها مأموره فدعا بحيرة القوم وأمر لهم بالطعام وعندما قدم عليه الر سول أخذ يسأله ويسأل عمه عن أشياء فلما فرغ قال لعمه : إن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده
2 – وقد أخبر عنه أحبار النصارى واليهود لما عرفوا من صفاته في كتبهم فقد جاء وصفه عليه الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل إلا إنهم ينكرون الحق وهم يعلمون
3- أما عن الكهان فقد كانت شياطينهم تأتيهم بخبر السماء فعرفوا بقرب مبعثه
خامسا : خاتم النبوة بين كتفيه الشريفين
سادسا : عند اقتراب بعثته صلى الله عليه
1- حجبت الشياطين عن استراق السمع فكانت ترمى بالشهب
2 – لم يكن يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح
3 – حببت إليه الخلوة فكان يمضى إلى الجبال ويمكث فيها متعبدا
4 – كان الغمام يظلله عليه الصلاة والسلام
5- لم يكن عليه الصلاة والسلام يمر بحجر ولا شجر إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله فإذا التفت لم يرى إلا الشجر والحجر
6 – تنزل سيدنا جبريل عليه بالوحي من عند الله
فصلي اللهم على النبي وآل بيته أجمعين ورزقنا النظر إليه في جنات النعيم
صلى عليك الله يا علم الهدى............ ما اشتاق مشتاق إلى مثواك
وعليك ظللت الغمامة في الورى ........والجذع حن إلى كريم لقاك
( بعض معجزاته التي أيده الله بها )
فهذا حبيب بل خليل مكلم * وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض العظيم وباللوا * ويشفع للعاصين والنار تلفح
وبالمقعد الأعلى المقرب عنده * عطاء ببشراه أقر وأفرح
وبالرتبة العليا الأسيلة دونها *مراتب أرباب المواهب تلمح
جنة الفردوس أول داخل *له سائر الأبواب بالخار تفتح
أيد الله عز وجل نبيه بجملة من المعجزات أظهرت نبوته ودلت عليها وسنسرد هنا بعضا من هذه المعجزات التي أبهرت الخلق في زمنه وحتى زمننا هذا ولننتبه إن كل الذي سنذكر وغيره أكثر جاء على لسان وبيد نبي أمي تربى في صحراء تموج بالجهل والكفر, واعلم أخي إننا لن نأتي إلا بغيض من فيضه عليه الصلاة والسلام فلندخل إلى واحته ولنستمتع بذكره صلى الله عليه وسلم
1 – أول معجزاته عليه صلوات ربي وسلامه : القرآن الكريم .
أعظم معجزاته عليه الصلاة والسلام وهو كلام الله عز وجل تحدى وأعجز به أهل الأرض جميعا بأن يأتوا بسورة أو عشر من مثله فعجزوا على ذالك قال تعالى : ((وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )) البقرة 23
وقال سبحانه : (( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )) هود 13
سبحانه أعجز به الفصحاء والبلغاء من العرب , أثر به في القلوب , وأذهل به العقول, من سمعه وكان ذو لب آمن به حتى من غير العرب من أمثال النجاشي الذي تأثر بسورة مريم فدمعت عينه ولم يلبث حتى آمن بالحق وصدق به وغيره كثر , شهد له المشركين من أمثال الوليد ابن المغيرة الذي قال عنه : والله ما فيكم رجل اعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني , ولا بأشعار الجن , والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا , و والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة , وإنه ليعلو وما يعلى عليه , وإنه ليحطم ما تحته .
وقد تسارع أئمة الكفر لسماعه
وهذا ما حدث من أبا جهل وأبو سفيان والأخنس بن شريف حيث خرجوا خلسة ليستمعوا من رسول الله وهو يصلي فأخذ كل منهم مكان يستمع منه خلسة عن الآخرين حتى إذا طلع عليهم الفجر انطلقوا عائدين فجمعتهم الطريق فتلاوموا وعزموا على عدم العودة فإذا آتى الليل عادوا حتى تكرر الأمر ثلاثا فتعاهدوا على عدم العودة وراحوا يصدون عن سبيل الله , وإعجاز في حفظه من التحريف وغير هذا كثير .
2 – معجزة الإسراء والمعراج :
وهي معجزة تضمنت معجزات منها أنه أسري به في ليلة إلى بيت المقدس وأعرج به إلى السماء ثم عاد إلى بيته في ذات الليلة, وقد وضع بيت المقدس أمامه وهو في مكة وذالك عندما سألته قريش وصفه وعد أبوابه , وقد أخبر قريشا عن عيرها التي مر بها ووصف لهم أشياء فيا وغير هذا كثير مما لم تحط به عقولنا .
3 – انشقاق القمر له :
هو النبي لا كذب هو ابن عبد المطلب , لقد انشق له القمر إلى فرقتين بحول الله وقوته في آية عظيمة حتى صار الجبل بينهما قال تعالى : (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) القمر 1
4 – حفظ الله له من كيد أعدائه :
هي مواقف كثيرة نسرد منها .
♦ غوص أرجل فرس سراقة في الأرض وقد خرج في طلب الرسول طمعا في جائزة قريش وتكرر الأمر حتى كاد يهلك.
♦ حفظ الله له ولصاحبه في الغار والكفار أمامه إذ أعمى الله أبصارهم عن نبيه عليه الصلاة والسلام
♦ رجوع أبا جهل خائفا وقد انطلق نحو الرسول عليه الصلاة والسلام ليطأ رقبته الشريفة وهو يصلي وذالك بأن حيل بينه وبين الرسول بخندق من نار وأهوال وأجنحة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لو دنا مني لاختطفته الملآئكة عضوا عضوا } رواه الشيخان والترمذي وابن جرير والنسائي .
♦ حماه الله من أم جميل وقد هاجت وعزمت على إذائه بعد نزول سورة المسد فقرأ الرسول قرآنا اعتصم به منها فلم تره وهو أمامها .
وغير ذالك كثير .
5 – نزول المطر بدعائه , وخروج الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام , وفيضان الماء القليل وتكثير اللبن ببركته عليه الصلاة والسلام وغير ذالك كثير , ولنقص من ذالك .
عن أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه بالزوراء قال : ( والزوراء بالمدينة عند السوق والسوق فيها ثمة , دعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل ينبع من بين أصابعه فتوضأ جميع أصحابه , قال : قلت كم كانوا يا أبا حمزة ؟ قال : كانوا زهاء ثلاثمائة ) أخرجه مسلم
6 – بركته في الطعام : وأحداثها كثيرة نقص منها
عن جابر – رضي الله عنه أن رجلا آتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير , فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم } رواه مسلم
7 – انقياد الشجر له, وإقرار الشجر له بالشهادة , والجذع يحن له , والأربعون نخلة تثمر في عام زرعها, والعصا تضئ للأعمى وغير ذالك كثير ونقص منه .
عن ابن عمر – رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله : { أين تريد ؟ } قال : إلى أهلي قال : { هل لك إلى خير ؟ }قال ما هو ؟ قال : { تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله } قال : هل من يشهد على ما تقول ؟ قال : { هذه الشجرة } فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه فستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال , ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه , فقال : إن يتبعوني أتيك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك . أخرجه الحاكم والبيهقي
8 – توقير الوحش له , والبعير يكلمه , وشاة أم معبد تذر لبنا ولم تكن تذر , وذراع الشاة يكلمه , والبعير والبهائم تسجد له , ونقص من ذالك .
في غزوة خيبر أهدت زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام ابن مشكم رسول الله عليه الصلاة والسلام شاة مشوية قد سمتها وسألت : أي اللحم أحب إليه فقالوا الذراع فأكثرت من السم في الذراع فلما انتهش من ذراعها أخبره الذراع بأنه مسموم , فلفظ الأكلة ثم قال : { اجمعوا لي من ها هنا من اليهود } فجمعوا له فقال لهم : {هل أنتم صادقي عن شئ إن سألتكم عنه ؟ } قالوا : نعم قال : { أجعلتم في هذه الشاة سما ؟ } قالوا نعم قال : {فما حملكم على ذالك ؟ } قالوا : أردنا إن كنت كاذبا نستريح منك , وإن كنت نبيا لم يضرك . أخرجه البخاري
لعنهم الله ورد كيدهم في نحورهم
9 – دعاؤه المستجاب لبعض أصحابه : ونقص من ذالك.
عن علي رضي الله عنه قال: كنت شاكيا فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول : اللهم إن كان اجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كيف قلت ؟ } فأعدت عليه القول فضربني برجله ثم قال :{ اللهم اشفه } قال : فما اشتكيت وجعي بعد ذالك. أخرجه أبو نعيم والبيهقي
10 – إخباره عن أشياء تحدث في معارك وغزوات المسلمين وعن شهداء يستشهدون فيها وإخباره بمقالة بعضهم قالوها لبعض لم يسمعها غيرهم وإخباره ببلاد سيفتحها المسلمون ووعده لسراقة بأن يلبس سواري كسرى وإخباره عن الفتن التي ستحدث وعن المنافقين وغير ذالك كثير .
ونقص من ذالك.
عندما لحق سراقة بالنبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه وانقلب به فرسه عدة مرات وأوشك على الهلاك طلب من النبي العفو فقال : ادفع عني وأخبره أنه سيسور بسواري كسرى وأدى سراقة ما وعد به وأسلم وفي عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فتحت فارس وأعطى عمر سواريه لسراقه
11 – إخباره بعلامات الساعة الصغرى والكبرى ومنها نسرد بعض من العلامات الصغرى
♦ وفاته عليه الصلاة والسلام
♦ خروج نار الحجاز
♦ كثرة القتل حتى لا يعرف المقتول فيما قتل ولا القاتل فيما قتل
♦ قطيعة الرحم
♦ ظهور السنوات الخداعات
♦ إصابة الأمة الإسلامية بأمراض من قبلها
♦ تقديم الصغير للإمامة لجمال صوته لا لفقهه
♦ إذا لعن أخر هذه الأمة أولها
وغير ذالك كثير
قال تعالى : (( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى *علمه شديد القوى * )) النجم 3-5
اللهم وإن لم تكتب لنا لقائه في الدنيا فاسقنا ربنا من حوضه بيده الشريفة واجعلنا ربنا من رفقائه في الجنة وألحقنا بالنبيين والشهداء والصالحين في جنات النعيم وحسن أولائك رفيقا