القرآن و الفجر طريقنا الى الفوز بالجنة
إخواني وأخواتي في الله تعالى، أدعوكم إلى هذا التدبر، (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وتأكد أن هذا القرآن كالبحر من ذهب , فاغتسلوا بآيات القرآن من أضغان النفس التي تحوط بالإنسان من كل جانب، فإن غطست من قريب لم تنل إلا طهارة الجسم وخواء الجيب، فإن نزلت إلى أعماق البحار نلت الأسماك العظيمة، فإن نزلت أكثر وجدت اللؤلؤ والمرجان.
غوصوا في القرآن، عيشوا مع القرآن، تشبعوا بالقرآن، تضرعوا بالقرآن، ثم اخرجوا بهذا النور الرباني من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الدنيا كلها، أصلحوا الكون بالقرآن.
أدعوكم إلى أن نملأ مساجدنا في صلاة الفجر، وأن تشعل الأنوار في البيوت كلها وقت الفجر، فيعلم أن هذا الحي، تطلع مجموعات تدعو الناس إلى صلاة الفجر، نوقظ بعضنا، اتفق مع صديق وزميل، اتصل عليه، مر عليه، تعاهدني، فإذا لم تصلِ الفجر يومًا عاقب نفسك، سيدنا عمر فاتته صلاة العصر، كان يعمل في حائط له –حديقة-، فتصدق بها كلها، كلها، ألهته، نسي أن يصلي العصر حتى خرج وقتها فتصدق بها كلها.
صدقني والله أنت الكسبان، إذا لم تصل الفجر يومًا، فأخرج نسبة كبيرة من راتبك تكون أنت محتاجها، أخرج شيئا أنت تحبه، تصدق به، وقل إذا استمر هذا سأظل أنفق، قال عمر بن الخطاب: إذا ألممت بسيئة أُتبعها بحسنة، فإني لم أر شيئًا أسرع إدراكًا لشيء من حسنة حديثة لذنب قديم، ألا نقرأ سورة هود (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).
~ الشيطان سيقعدك ~
قد تنفعل معي الآن، وتذهب متشبعًا بصلاة الفجر، سأقوم، لكن الشيطان سيُبعدك، حديث البخاري ومسلم: "إذا نام أحدكم عقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد، يقول: عليك ليل طويل فارقد" هل ننتبه إلى عداوة الشيطان لنا، سيفوت علينا هذا الخير ويجعلنا من أهل النفاق؟ فلا يتخلف عن صلاة الفجر والعشاء إلا منافق معلوم النفاق، هذا حديث مسلم عن عبد الله بن مسعود.
إذن .. قاوم الشيطان، بأن تأتزر بصالح أحبابك في الله، (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ).
اليوم وليس الغد، قُل لأخ لك في الله لا تدعني أبدًا يومًا لا أصلي الفجر، فإن علمتني لم أصل الفجر عاقبني، قل لي ادفع كذا، وأنا أكون لك عونًا في الطريق إلى الله، وأنت تكون عونًا لي في الطريق إلى الله، نلتمس قيام الليل، العشر الأواخر، نستعد بهذا الإيمان العميق، القوة الإيمانية في مواجهة الطغيان والفساد، والاستبداد..
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت، اللهم يا ربنا ورب كل شيء ومليكه، نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى أن ترزقنا حب صلاة الفجر في جماعة، اللهم إنا نسألك أن توظفنا لقيام الليل، اللهم أحيي قلوبنا لصيام النهار، واللهم أحيي قلوبنا بالذكر بالليل والنهار، اللهم قوي في الحق عزائمنا حتى نقاوم المستبدين والمفسدين، اللهم ارزقنا الرضا بك وعنك يا أكرم الأكرمين، اللهم ارزقنا حب المساكين، وكفالة الفقراء والمحتاجين، اللهم اجعلنا ممن يستعد من دنياه لآخرته، ومن شبابه لهرمه، ومن الدنيا للآخرة، اللهم أحيي قلوبنا بالقرآن، اللهم ارزقنا حسن اتباع هدي سيد الأنام .
عليه افضل الصلاة و السلام