شعرت بالضيق والملل والضجر
في هذا اليوم الطويل الشديد الحر
فالهواء منعدم والشمس قريبة تقهر
يتمنى المرء فيه عودة البرد و القر
التوجه إلى الشاطئ أمر ليس منه مفر
فعقدت العزم وهرولت قاصدا البحر
لعلي أجد في برودة الماء ما يثلج الظهر
دخلت الشاطئ رماله حامية كالجمر
ابحث عن مكان في الزحام اجعله لي مقر
أجسام عارية ممدودة بشكل فوضوي مبعثر
أتنقل بينها و أتخطى بعضها محاولا ألا أتعثر
بالكاد وجدت بقعة واعتبرتني محظوظا مظفر
عائلات هنا وصبيان هناك ملئوا البحر والبر
جلست أستريح و اتامل ما حوالي يظهر
هذا شاب مفتون بعضلاته يتبختر
وذاك شيخ متصاب الى المفاتن ينظر
يستعيد ذكرياته وعلى صباه يتحسر
فالمفاتن لم تكن على عهده للملا تظهر
دخلت الماء حتى ابذل المشهد وأغير
فإذا بي أرى ما لم استطع عليه الصبر
فعدت مسرعا لأمتعتي باحثا عن المقر
تهت عن المكان وتاه وسط الزحام النظر
ضاعت الامتعة ام اخذها احدهم وفر
كيف اعود وعوراتي للجيران ستظهر
ووجدتني اتسول سترة من حارس المخفر
محظوظ من لم يغادر داره وعلى الحر صبر
حفظ نفسه ولم يسمع لغطا ولم يشاهد منكر
فمن دخل البحر استحال عليه غض البصر
سحقا لنفس لم تصبر في يوم شديد الحر
فما بالها بيوم سرمدي حره اشد و امر
اسال الله ان يجعلني فيمن شملتهم رحمته و لهم غفر