إلهي
كيف تطرد مسكيناً اْلتجأ إليك من الذنوب هارباً، أم كيف تُخَيِّبُ مسترشداً قصد إلى
جَنابك ساعياً، أم كيف ترد ظمآناً وَرَدَ إلى حياضك شارباً؟ كلا وحياضُك مُترعة في
ضَنْك المُحُولِ، وبابك مفتوحٌ للطلب والوُغول، وأنت غاية السُّؤْل ونهاية المأمول،
إلهي هذه أزِمَّةُ نفسي علّقتُها بِعقال مشيئتك، وهذه أعباء ذنوبي دراْتُها بعفوك
ورحمتك، وهذه أهوائي المُضِلّةُ وكَلْتُها إلى جَناب لطفك ورأفتك، فاْجعل اللهم
صباحي هذا نازلاً عليّ بضياء الهدى، وبالسلامة في الدين والدنيا، ومسائي جُنّةً من
كيد العِدى ووقايةً من مُرديات الهوى، إنك قادر على ما تشاء، تؤِتي الملك من تشاء،
وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير،
تُولج الليل في النهار وتُولج النهار في الليل، وتُخرج الحي من الميت، وتُخرج الميت
من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب.
لا إله
إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، من ذا يعرف قدرك فلا يخافك، ومن ذا يعلم ما أنت فلا
يهابك، ألّفت بقدرتك الفِرَق، وفَلَقْتَ بلطفك الفَلَقَ، وأَنَرْتَ بكرمِك دياجي
الغسَق، وأنهرت المياه من الصُّـمِّ الصياخيد عذباً واُجَاجَاً، وأنْزَلْتَ من المُعصرات مَاءً ثجّاجاً، وجعلت الشمس
والقمر للبرية سراجاً وهّاجاً، من غير أن تُمَارِسَ فيما ابتدأت به لُغوباً ولا
عِلاجاً، فيا من تَوَحَّد بالعزِّ والبقاء، وقَهَرَ عباده بالموت والفناء، صل اللهم
على محمد وآله الأتقياء، واْسمع ندائي، واْستجب دعائي، وحقق بفضلك أملي ورجائي، يا
خير من دُعِي لكشف الضر والمأمول في كل عسر ويسر، بك أنزلت حاجتي فلا تَرُدّنِي من
سَنِيِّ مواهبك خائباً يا كريم يا كريم يا كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى
الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين.
ثم اسجد وقل:
إلهي
قلبي مَحجُوب، ونفسي مَعْيُوب، وعقلي مَغْلُوب، وهوائي غالب، وطاعتي قليل، ومعصيتي
كثير، ولساني مُقِرٌ بالذنوب، فكيف حيلتي يا ستَّار العُيوب، ويا عَلاَّم الغُيوب،
ويا كاشف الكُروب، اْغفر ذنوبي كُلَّهَا بحُرْمَةِ محمد وآل محمد، يا غفار يا غفار
يا غفار برحمتك يا أرحم الراحمين.