ناقشة
بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل
الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي[
](أفرض
أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون
للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا
شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ).
](لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت؟
]هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي[
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه ).
](وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
]الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة ).
(إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
]الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
الشيخ : بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى ).
]بسم الله الرحمن الرحيم
( السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل :
ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب
منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في
بلاد الإسلام ؟ .
الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف ]) يذبح لغير الله ؟
السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .
الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون ) يذبح لغير الله ، كيف ؟
السائل : يذبح لغير الله .
الشيخ : يعني ، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟
السائل : اي ، نعم .
الشيخ :
هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير ) مشرك شركاً أكبر ،
ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا
إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور
بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة ؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة[ السعودية]
في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس
عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ،
أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي :
فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .
الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
الشيخ : الخفية تُبيَّن .
السائل : مثل ايش ؟
الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .
السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .
الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ،وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .
السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس؟
الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ، هل يستوي الناس فيه ؟
هل يستوي الناس فيه أو لا ؟
السائل : لا ، ما يستون .
الشيخ : ما يستون ،قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر
، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ، حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه .
الكلام بس على بلوغه للإنسان .
السائل : بلوغ الحجة .
الشيخ : الحجة .
السائل : يعني أن القران وصل ؟
الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .
السائل :يعني يعرَّف ؟ .
الشيخ :اي، لازم ، لازم أن يُعرَّف .
الشيخ : نعم
السائل : هذه مسألة ، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .
السائل : ألم تقم عليه الحجة ؟ يعني بلغه القران .
الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان ؟
والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ،
أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر!
، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي ما يصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟
السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟
الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .
السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
السائل : كيف يعني ؟
الشيخ : أفرض أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟
السائل : يعني ما بلغته ؟
الشيخ : لا بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .
السائل : كيف شيخ ؟
الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .
السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].
الشيخ : لا ، ما قال هذا .
السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .
الشيخ : المهم ، شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .
السائل: لا ، ما هو تكفير ، نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف؟
الشيخ : لازم يُعََّرَف ؟
السائل : لانها مسائل ظاهرة .
الشيخ : ما هي بظاهرة .
السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوت هذا القران عَرَف .
السائل : ممكن يا شيخ ؟.
الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ما هي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك .
إنما الآن الفائدة للجميع .
إنه لا يكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها .
لأنه لو فرضنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } . )) .انتهى كلام الشيخ رحمه الله
]" لقاء الباب المفتوح شريط رقم 48 الوجه ب "