صلاة الجماعة فى المسجد
يقول الله تعالى " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال"
قال ابن كثير "هي المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى من الأرض وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد"
ثم قال تعالى "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار"
قال ابن كثير "يقول تعالى لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وربحها عن ذكر ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم والذين يعلمون أن الذي عنده هو خير لهم وأنفع مما بأيديهم لأن ما عندهم ينفد وما عند الله باق"...
و قال أيضا "عن ابن مسعود أنه رأى قوما من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعتهم ونهضوا إلى الصلاة فقال عبد الله بن مسعود هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " قال سعيد بن أبي الحسن والضحاك لا تلهيهم التجارة والبيع أن يأتوا الصلاة في وقتها . وقال مطر الوراق كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة"....
يا إخوانى هكذا كان حال الصحابة و التابعين رضى الله عنهم ...
عن عبد الله بن أم مكتوم رضى الله عنه " وكان أعمى" أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال هل تسمع النداء قال نعم قال لا أجد لك رخصة رواه أبو داود و صححه الألبانى ..
سبحان الله ..لم يأذن النبى صلى الله عليه و سلم لجل لأعمى بيته بعيد عن المسجد و ليس له قائد ملازم أن يصلى فى بيته طالما يسمع الأذان .... فكيف بمن يسمع النداء و هو يمر على المسجد و لا يدخل و كيف بمن بيته فى شارع المسجد و كيف بنا و نحن بفضل الله بكامل صحتنا ؟؟؟؟
يقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
"من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن . فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى . ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم . ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة . ويرفعه بها درجة . ويحط عنه بها سيئة . ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق ، معلوم النفاق . ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" رواه مسلم
كان لا يتعيب عن صلاة المسجد إلا من عرف أنه منافق ... و كان الرجل المريض الذى لا يستطيه أن يمشى يؤتى به ليقام فى الصف ... وهى من سنن الهدى وأكثر ما يغيظ أعداءنا هو تمسكنا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
قل لى بربك كيف سيكون حال هذة الأمة لو أن كل مسلم سمع النداء ترك ما يشغله و لبى النداء .. و الله إن هذا من أعظم أسباب النصر و أكثر ما يخافه أعداؤنا !!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم" صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته ، وصلاته في سوقه ، خمسا وعشرين درجة ، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن ، وأتى المسجد ، لا يريد إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة ، وحط عنه خطيئة ، حتى يدخل المسجد ، وإذا دخل المسجد ، كان في صلاة ما كانت تحبسه ، وتصلي - يعني - عليه الملائكة ، ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ما لم يحدث فيه . " رواه البخارى
يا إخوانى والله نحن الذين بحاجة لهذا الثواب و هذا الفضل العظيم من الله !!
" ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا"