التهاب الجيوب الانفيه
التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب أو احتقان يصيب الأغشية المغلفة للمجرى الأنفي والجيوب الأنفية والمجرى الأنفي عبارة عن فراغ يملؤه الهواء في مقدمة الجمجمة.
التهاب الجيوب الأنفية
أغلب أنواع الرشح (وهو الالتهاب الذي تسببه الفيروسات المسببة للرشح العادي) تسبب انسداداً للأنف الذي في الغالب يزول خلال أيام قليلة، ولكن إذا التهبت الجيوب الأنفية فقد تظهر أعراض أخرى مثل الصداع وتورّم في الوجه يصاحبه الشعور بالألم، وعادة يستمر التهاب الجيوب الأنفية لعدة أيام (التهاب حاد في الجيوب الأنفية) أو قد تكون الحالة مستمرة ولا تشفى بشكل تام دون الخضوع للعلاج (التهاب مزمن في الجيوب الأنفية)، ويصيب التهاب الجيوب الأنفية الناس في أي عمر إلا أن الأطفال دون العام لا يصابون بها لكون جيوبهم الأنفية غير مكتملة النمو بعد.
الجيوب الأنفية
وهي عبارة عن تجويف هوائي في مقدمة عظام الجمجمة، وهي متصلة بالأنف وتشترك معه في الأغشية المبطنة لهما والتي تسمى الأغشية المخاطية، وتُنتج هذه الأغشية إفرازاً لزجاً (مخاط)، يبقي المجرى الأنفي رطباً ويعمل على حجز ذرات الغبار العالقة بالهواء الداخل إلى الأنف، ويوجد في مقدمة الجمجمة أربع مجموعات من الجيوب الأنفية هي:
الجيوب الأنفية الأمامية وتقع على جانبي الجبين فوق العينين، الجيوب الفكية وتوجد في عظام الوجنتين، جيوب عظام التجويف الأنفي الصغيرة وتقع خلف قصبة الأنف بين العينين، جيوب العظام الإسفنجية وتقع بين الجزء الأعلى من الأنف وخلف العينين.
ما هي أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟
يعتبر الإحساس بالضغط وبنبضات من الألم في الوجه من أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية، وتزداد حدة هذه الأعراض إذا انحنى الشخص إلى الأمام، تسبب الجيوب الأنفية الأمامية الآلام فوق حاجبي العينين والجبهة وتكون هذه الأماكن حساسة للمس، في حين تسبب الجيوب الفكية الآلام في الفك العلوي والأسنان والوجنتين وقد يُظن خطاً أن الألم من الأسنان، ويسبب الاحتقان في جيوب عظام التجويف الأنفي الصغيرة الآلام حول العينين وبينهما وعلى جانبي الأنف، في حين يسبب الاحتقان في جيوب العظام الإسفنجية الآلام في الأذن، والعنق، وخلف العينين وفي أعلى الرأس أو في الصدغين وهناك أعراض تقليدية منها:
• الإحساس بانسداد الأنف بعد الشفاء من الرشح.
• خروج إفراز مخاطي كثيف أصفر أو أخضر اللون من ثقبي الأنف.
• أعراض الرشح التي لا تستجيب للعلاج.
• وجود رائحة عفنة دائمة في الأنف.
وقد يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى ارتفاع في درجة الحرارة، ضعف، إرهاق، فقدان حاستي الشم والتذوق إضافة إلى سعال ينتج عنه خروج البلغم والذي تزيد حدته في الليل، وفي حالات نادرة ينتشرالالتهاب ليصل إلى عظام الوجه أو الغشاء المحيط بالدماغ (التهاب السحايا)، وأحيانا ينتج عنه تكون كيس صديدي (خرّاج) في تجويف العين أو الدماغ أو عظام الوجه.
ما هي أسباب التهاب الجيوب الأنفية؟
في معظم الأحيان تسبب الفيروسات المسببة للرشح انسداداً في الأنف، ولكن إذا تضخم الغشاء المخاطي الذي يبطن المجرى الأنفي والجيوب الأنفية فانه قد يمنع خروج الإفرازات المخاطية، مما يؤدي إلى تراكمها وتسببها في حدوث الضغط والألم، وتصبح الجيوب الأنفية التي لا يتم تصريف إفرازاتها بالشكل الصحيح بيئة صالحة لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات وعادة يسبب الالتهاب البكتيري تضخماً وآلاماً اشد وطأة، وتسبب العوامل التي تثير بطانة الأنف على مدى فترة طويلة التهاب الجيوب الأنفية المزمن مما يتسبب في تضخم الغشاء المخاطي ومن هذه العوامل:
• الأعشاب وحبوب لقاح الأشجار.
• الهواء البارد.
• الكحول.
• العطور.
• الطقس الرطب.
• الحساسية تجاه الغبار المنزلي، التراب والفطريات.
• استخدام دواء لفترة طويلة.
وفي العادة يعاني الأشخاص المصابون بالربو ألتحسسي من الجيوب الأنفية، وبالطبع فإن أي مشكلة تسد المجاري الأنفية وتمنع خروج الإفرازات المخاطية من الأنف قد تسبب التهاباً في الجيوب الأنفية ومن هذه المشاكل الأورام (كتلة في الغشاء المخاطي) أي إصابة تؤدي إلى حدوث انحراف في الحاجز الأنفي، كما أن التهابات الأسنان واللثة قد تنتشر إلى الجيوب الأنفية، وفي حالات نادرة أدى التهاب الجيوب الأنفية إلى إضعاف جهاز المناعة مثل فيروس HIV وتليّف المرارة، ومن الأشياء التي قد تؤدي إلى تفاقم حالة الجيوب الأنفية السباحة، تلوث الهواء والتدخين.
كيف يتم تشخيص التهاب الجيوب الأنفية؟
يقوم الطبيب في العادة بسؤال المريض عن أعراض المرض وفحص أجزاء من الوجه لمعرفة إذا كان هناك أي آلام أو تضخم، واستخدام تقنية تسمى (Tran illumination) وذلك بتسليط ضوء قوي على الصدغين أو الجبهة في غرفة مظلمة، ويخترق هذا الضوء الجيوب الأنفية الطبيعية، أما إذا لم يحصل ذلك نستنتج أن هناك انسداداً في الجيوب الأنفية، وإذا كانت الأعراض ونتائج الفحص السريري هي أعراض التهاب الجيوب الأنفية التقليدية عندها لا حاجة لإجراء المزيد من الفحوص، أما إذا كان هناك أي شك فمن الضروري إجراء المزيد من الفحوصات بما فيها الصور الشعاعية، و الرنين المغناطيسي (MRI) أوالتصوير الطبقي المحوري (CT)، وقد يستخدم التنظير الأنفي للتأكد من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ويتم هذا الفحص تحت التخدير الموضعي بإدخال منظار مرن مزود بضوء في نهايته إلى التجويف الأنفي لفحص الجيوب الأنفية من الداخل.
العلاج
التهاب الجيوب الأنفية الحاد
في العادة يتم معالجة التهاب الجيوب الأنفية من خلال العلاج المنزلي وذلك بالخلود للراحة، واستنشاق بخار الماء من وعاء ماء ساخن، وبعض العلاجات البسيطة التي تباع دون وصفة طبية، وتساعد المسكنات في التخفيف من الألم وخفض درجة الحرارة، كما أن استخدام المنتول ومزيلات الاحتقان تساعد في تخفيف الاحتقان في الأنف مما يسمح بتصريف الإفرازات من الجيوب الأنفية ومن الضروري أن يكون استخدام مزيلات الاحتقان لفترة لا تزيد عن أسبوع لأن استخدامها لفترة طويلة يجعل من انسداد الأنف أكثر سوءاً على المدى الطويل، ويجب استشارة الطبيب إذا لم يطرأ أي تحسن على الحالة بعد أسبوع أو بعد تجربة العلاج المنزلي وقد يصف الطبيب للمريض جرعات من المضادات الحيوية.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يساعد بخاخ الكورتيزون الأنفي الذي يصرف بوصفة طبية في العلاج بطريقتين، الأولى في التخفيف من تضخم بطانة الأنف وفتح فتحات التصريف إذا كان هناك التهاب طويل الأمد أما الثانية إذا كان هناك حساسية فانه يخفف أيضا من الاحتقان، ويساعد استخدام مضادات الهيستامين في هذه الحالة أيضا، وفي الحالات الحادة قد يصف الطبيب جرعات قصيرة الأمد من أقراص الكورتيزون ويمكن الحصول على هذه الأقراص بوصفة طبية فقط.
وقد يكون التدخل الجراحي بواسطة المنظار هو الحل الأخير، ويتم بإدخال أنبوب وأدوات التنظير إلى الجيوب الأنفية لتنظيفها وتوسيع ثقوب التصريف ومن الممكن إجراء هذه الجراحة تحت التخدير الموضعي أو العام، ورغم أن أي عملية جراحية لا تخلو من بعض المخاطر إلا أن هذا الإجراء هو إجراء روتيني مأمون، ومن المضاعفات التي قد تنتج عن هذه الجراحة حدوث أضرار بسيطة جدا ببطانة الأنف أو الجيوب الأنفية أو بعظام الجمجمة.
وهناك أنواع أخرى من العمليات الجراحية التي تجرى لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، مثل تصحيح انحراف الحاجز الأنفي أو استئصال السليلة الأنفية.
الوقاية
من الممكن التقليل من إمكانية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، والأمور التالية ستساعد في ذلك خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة بهذه الحالة:
• إبقاء هواء المنزل رطباً.
• استخدام المكنسة الكهربائية التي تحتوي على فلتر للهواء.
• الاستغناء عن الحيوانات المنزلية الأليفة.
• اخذ جرعات من الحقن المضادة للحساسية.
• التوقف عن التدخين.
• تجنب تناول الكحول.
• استخدام بخاخ أو أقراص مزيلة للاحتقان قبل السباحة أو الغوص