***** السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
*** تزوّجها النبـي صلى اللـه عليه وسلم سنة
ثلاث من الهجرة ، بعد أن توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي )
الذي توفي من آثار جراح أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام
هاجر الى الحبشـة وعاد الى المدينة وشهد بدراً وأحداً، فترمَّلت ولها عشرون
سنة .
** الزواج المبارك
تألم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لابنته كثيراً ، لألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج
جديد ، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على سيدنا أبي بكر رضي
الله عنه فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان رضي الله عنه فلم
يجبه أيضاً ، فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول صلى الله عليه
وسلم- فقال له :" يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو
خير من حفصة ".
وخطبهاالرسول صلى الله عليه وسلم، ونال
عمر شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم
كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) .
** بيت الزوجية
ودخلت أمنا حفصة بيت النبي صلى الله
عليه وسلم ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعدأمنا سودة
وأمنا عائشة ، أما أمنا سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا أمنا عائشة فحارت
ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي
تقتطع فيه أمنا حفصة ثلث أيامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هذه
الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ،
وتُسرّ أمنا حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر عمر بن الخطاب ابنته من
هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ، فقال لها : يا حفصة ،
أين أنت من عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟
** وارِثة المصحف
لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على
تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين
سيدناعمر رضي الله عنه مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف
الذي كُتِبَ في عهد سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى
الله عليه وسلم ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل
مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه وسلم . ولمّا أجمع الصحابة
على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون
منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة رضي الله
عنها لترسل إليهم بالمصُّحُفِ الموجود عندها .
** وفاتها
وبقيت أمنا حفصة عاكفة
على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى
وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة ودُفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي