من جميل مناظر الحياة وجود "الأم"، التي تغمر أولادها بالحب والحنان منذ لحظة خروجهم إلى هذه الحياة حتى نهاية المطاف، ومما يكمل المسيرة جمالًا هو محافظة الأبناء من الذكور والإناث على بر الوالدين وذلك بخدمتهما والدعاء لهما والمحافظة عليهما من كل سوء، وهذا هو دأب المسلمين وهي سجيتهم في كل العصور من واجب البر، والأهم من ذلك كله أن يحافظ الأبناء على سمعة آبائهم وأمهاتهم من أقاويل السفهاء وكذب الفاسدين الذين فقدوا ماء الحياء من وجوههم فغدوا غربانًا في هيئة بشر.
ولك أن تتأمل إذا تعرضت -لا قدر الله- إلى نوع من الشتم أو القذف لأحد الوالدين وخصوصًا "الأم"، ماذا سيكون رد الفعل عندها، مما لاشك فيه ستذيق المسيء ألوانًا من العذاب وتجعله عبرةً للأجيال، جراء فعله المشين، وإذا كان رد الفعل بهذه القوة والحزم وهو مبرر لأن المستهدف الشخص هو المرتبة الثانية بعد رضا الله -سبحانه-.
وما هو رد فعلك أيها المسلم حين تسمع صوت المخنثين وهم يمارسون سب أمنا الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، ألا تستحق هذه "الأم"، العظيمة ردًا مزلزلاُ تسد أفواه "الشاتمين" بحجر من علقم، حتى يتعلموا أن عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أغلى من نفوسنا وأبنائنا وكل ما نملك على هذه الحياة، وأود توضيح بعض المسائل في هذه الاتجاه:
إن قضية (الأخوة الإسلامية) التي ينادي بها البعض لا تتم بالسكوت عن جرائم سب أمهات المؤمنين والصحابة الكرام لان من يبرر ذلك تحت دعوى (التوحد) لا يملك من الغيرة والشرف شيء.
إن هذه "الأم"، ليست مجرد امرأة عادية، وإنما هي زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبذلك تكون أمًا للمسلمين وهل يرضى مسلم أن تسب أمه، وأضف إلى ذلك أن ثلث التشريع الإسلامي من السنة النبوية جاء عن طريق الصديقة عائشة -رضي الله عنها-.
الكل سيقف أمام يوم القيامة وسيسأل عن دوره في نصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وزوجاته وخلفاءه وأهل بيته، فماذا سيكون الجواب أيها الساكتون!!.
وهنا يبرز دورك أيها المسلم في نصرة (والدتك - عائشة)، في الدفاع عنها وذكر سيرتها، وتعليم مناقبها لأسرتك والإناث منهم على وجه الخصوص كي تكون لهن قدوة وأسوة في هذه الحياة.