<blockquote class="postcontent restore ">
بسم الله الرحمن الرحيم
المسارعة إلى لقاء الله
تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
الأنبياء (عليهم صلوات الله وسلامه) وصلوا إلى مقام النبوة، ولا
زالوا بحالة مسارعة إلى مرضاة الله تعالى، أما نحن الذين لم نصل إلى مقام الصديقية
أو الولاية فما زلنا نمشي براحتنا.
عندما أمر الله تعالى النبي موسى (عليه
السلام) بإحضار سبعين رجلاً من قومه، سابقهم إلى اللقاء، فناداه المولى عز وجل:
"وما أعجلك عن قومك يا موسى"، قال تعالى مخبراً عن جواب موسى (عليه السلام):"وعجلت
إليك رب لترضى".
ويقول تعالى:" سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة ". إذن هو سباق.
فأسرع من سابق هو رسول الله (عليه الصلاة والسلام) لأنه أول من يصل إلى الجنة
ويدخلها. فالمسارع في الدنيا سريع على الصراط. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لعبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): " أقرض الله يطلق لك قدميك" أي أنفق في سبيل
الله تعالى يطلق لك قدميك لتسرع في اجتياز الصراط إلى الجنة.
ويروى أن الله
تعالى أوحى إلى النبي موسى (عليه السلام) أن يذهب إلى فرعون هو وهارون، وكان الوقت
ليلاً. فلم يؤجل الأمر الإلهي إلى الصباح حتى يستيقظ فرعون (لأن تأخير أمر الله
تعالى عظيم). فذهبا إلى فرعون ودقا الباب ليلاً، فوجل الحارس من تأخر الوقت وقوة
الدق على الباب. فقال :"من"؟ فقالا: " نحن رسولا رب العالمين". لم يسوفوا العمل إلى
الغد.
التسويف شعار الشيطان. وقال (عليه الصلاة والسلام):" هلك المسوفون"، أي
الذين يؤجلون عمل اليوم إلى الغد. والمسوف غير ناجح لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فالتاجر الناجح لا يؤجل العمل، والطالب الناجح لا يؤجل الدراسة، والمؤمن هو الذي
يستبق الخيرات لقوله تعالى: "فاستبقوا الخيرات".
وعندما أمر الله تعالى النبي
ابراهيم (عليه السلام) أن يختتن وكان عمره مائة وعشرين سنة، اختتن بالقدوم، فاشتد
عليه الوجع، فدعا ربه فأوحى إليه:" إنك عجلت". فقال:" رب كرهت أن أؤخر أمرك".
وعندما وقف أبو سفيان ومعه بعض أشراف قريش على باب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
(رضي الله عنه)، وكان يقف ليؤذن لهم بلال وصهيب وغيرهم من فقراء المسلمين فأذن عمر
لبلال وصهيب وأخّر أبو سفيان وزعماء قريش فغضب أبو سفيان ومن معه وقال:" أتأذن
للفقراء دون السادات؟" فقال:" سبقوكم إلى الإسلام فسبقوكم إلى باب عمر". وهكذا
السابق يسبق حتى إلى الجنة. قال تعالى:" ففروا إلى الله". إنّ الذي نخافه نفرّ منه.
إلا الله الجليل سبحانه وتعالى، فكلما خفناه أكثر كلما فررنا إليه، ولجأنا إليه،
وجأرنا إليه، وتذللنا على باب عزه، وما أمتعها من لذة لذة التقرب إلى القريب سبحانه
وتعالى.
اللهم اقذف في قلوبنا نور الإقبال إليك، واقذف في كياننا نور الشوق
لطاعت�
اللهم اقذف في قلوبنا نور الإقبال إليك، واقذف في كياننا نور الشوق
لطاعتك، واقذف في قلوبنا نور الحنين للوقوف بين يديك. آمين.
والحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين</blockquote>