بسم الله الرحمن الرحيم...والصلاة والسلام على خير المرسلين...
الاستشارة:
إحدى الأخوات سألتني: كيف أستطيع أن أكون أربع نساء في نظر زوجي حتى لا يفكر طوال حياته أن يتزوج غيري؟ بعبارة أخرى: ما هـي صفات الزوجة التي تملأ عيون زوجها طوال العمر؟
المعالجة:
أعجبني السؤال كثيراً، فهو يشير إلى حرص سائلته على إسعاد زوجها، وأحسب أن السؤال والإجابة عنه يهمّان ملايين الفتيات، بل حتى النساء.
وأقول في إجابتي عن سؤالك:
أنت لا تحتاجين إلى أن تملئي عينَيْ زوجك فحسب، بل تحتاجين إلى أن تملئي أذنيه، وأنفه، وفمه، وقلبه، وعقله! ولعلك تسألين: بم أملأ كل هذا الذي ذكرته؟
تملئين بصره بحُسن مظهرك، فلا يشغلك شيء عن أن تكوني لعَيْنِه في أحسن صـورة، ولا تسأمي من هذا مهما كثرت عليك الأعباء وزادت الواجبات.
وتملئين سمعه بكلامك الطيب؛ من شكر وتقدير، وثناء جـميل، وعبارات رقيـقة، وهمسات ناعمة، ولا يسمع منك ما يؤذيه، وما يُبعده عنك ويُقصيه.
وتملئين أنفه بكل رائحة زكية تجذبه، وتُميله نحوك، فلا يشم منك رائحة ثوم أو بصل أو عَرَق.
وتملئين فمه بالطعام الطيب، والحلوى اللذيذة، فلا يستطِيب طعاماً غير طعامك، ولا يستسيغ شراباً غير شرابك.
وتملئين قلبه بحبك وعطفك وحنانك، فيشتاق إليك إذا غاب عنك، ولا يسأم منك إذا طال جلوسه معك، فلا تجد امرأةٌ فراغاً في قلبه تملؤه بدلاً منك.
وتملئين عقله برأيك الحكيم، ومشورتك السديدة، وأفكارك الجيّدة، حتى يصل إلى حال لا يفعل فيها شيئاً دون أن يستشيرك، ولا يتخذ قراراً دون أن يرجع إليك.
ولا أُخفي عنك أنّ فِعل هذا كله ليس سهلاً، وتحتاجين لتحقيقه إلى ما يأتي:
توكُّل على الله وحده، واستعانة به سبحانه.
صبر جميل لا تضعفين معه ولا تيأسين.
ابتغاء ما عند الله تعالى في كل ما تَلقَيْنه في حياتك مع زوجك من تعب وعنَت.
وفقك الله وأعانك.