أقسم أن هذه القناعة وحدها ، قد تغير حال العالم في فترة قياسية
الناس يقولوا علينا إيه ؟
قناعة تتكرر كثيرا في التربية وفي الإعلام وبين الأصحاب والأصدقاء .
تكرارها بصورة قوية جعلها تحفر في العقل الباطن وتزداد رسوخا يوما بعد يوم لتشكل تصرفات الناس
بدون وعي يجد الشخص نفسه يعمل ألف حساب للناس . ولرأي الناس وكلام الناس .
ضخمت في أنفسنا نظرة الناس لنا ..
وبالمقابل قللت وهونت في أنفسنا نظرة الله لنا ..
قناعة منتشرة منذ القدم ، حتى الأنبياء لم يسلموا منها ،، لذلك كانت من أوائل ما أدب به الله الرسل :
قال تعالى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : "وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ" الأحزاب 37
وقال للناس : "أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" التوبة 13
وقال أيضا : "فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ" المائدة 44
وبالتعمق قليلا في هذا الموضوع النفسي ،، تجد من يخشى مجرد كلام الناس عليه ، يزداد عنده الرعب من الناس المؤذين ويتملكه الفزع حتى يزلزل كيانه
في الأحداث التي مرت بمصر في الفترة الماضية ، لاحظت أن أكثر الفزعين المرعوبين من الأحداث والبلطجية وانفلات الأمن الذين زاروني في المركز هم أكثر الناس خشية لكلام الناس ، مجرد كلامهم ..
انزع خوف الناس من قلبك ، تعش مرتاحا منعما متوكلا على الله .
لهذا قال سيدنا عيسى في سفر الأمثال : خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكًا، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ
وقال تعالى في القرآن : "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"
أرى استبدال هذه الجملة بدلا من : الناس تقول علينا إيه ؟ بجملة : ربنا يكتبها عليك إيه ؟ أو ربنا يكتبك عنده إيه ؟
استخدموها في التربية ، العمل ، العلاقات مع الأصدقاء ، في الإعلام