وَلِمُسْلِمٍ عَنْ سَعْدٍ رضى الله تعالى عنه :
أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ اَلْعَالِيَةِ؛
حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ؛ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ, وَصَلَّيْنَا مَعَهُ,
وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً, ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَيْنَا
فَقَالَ صلى الله عليه و سلم :
( سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ , وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً.
سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا,
وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ, فَأَعْطَانِيهَا,
وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ, فَمَنَعَنِيهَا ) 1 .
هذا شاهد للذي قبله تماما؛ أن الرسول دعا ثلاث دعوات استجيب له في
اثنتين ومنع الثالثة يقول:
( دعوت ربي ألا يهلك أمتي بسنة ) 2
السنة المراد الجدب يعبر عن الجدب بالسنين ?
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ?
3« ألا يهلكهم بسنة عامة »
4« ودعوت ربي ألا يهلكهم بالغرق »
5 -يعني- بعذاب الإستئصال بغرق أو نحوه أو باجتياح عدو لهم كما جاء
في الحديث المتقدم
( وأن لا يسلط عليهم عدوا من سواهم فيستبيح بيضهم،
وإن اجتمع عليهم من بأقطارها )6 .
« وإني سألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها »7
فهذا مع ما قبله وما بعده كله يؤيد أن هذا القتال لا بد أن يجري، ولكن كون الرسول أخبر
هذا لا يدل على الشرعية لا يدل على الشرعية.
إن هذا إخبار عن واقع؛ أن هذا سيكون فهو من أنباء الغيب كقوله عليه الصلاة والسلام:
( لتتبعن سنن من كان قبلكم )8
اتباع سنن الجاهلية هذا ضلال لكن الرسول أخبر بأنه واقع وفي الإخبار
به تحذير من الدخول فيه فهو إن كان واقعا،
وإن أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بوقوعه فهذا لا يسوغ الدخول
فيه؛ فعلى المسلم ألا يكون طرفا في هذه الحروب ألا يكون طرفا،
بل عليه أن يتجنب هذه الفتن ألا يجعل بأسهم بينهم يقول:
« وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها »9 نعم.
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله زوى لي الأرض . أو قال : إن ربي زوى لي الأرض ،
فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها ،
وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي :
أن لا يهلكها بسنة بعامة ، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ،
فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه
لا يرد ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم
فيستبيح بيضتهم ، لو اجتمع عليهم من بين أقطارها – أو قال بأقطارها –
حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا .
وإنما أخاف على أمتي ! الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم
يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي
بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي
كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ،
ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) ]
الراوي : ثوبان رضى الله تعالى عنه
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم : 4252
خلاصة حكم المحدث : صحيح