لو تأملنا كلمة الدنيا ..
حازها ذاك ولاقى معها العذاب ..و حُرم منها ذاك فلاقى
الذل والصغار .. استثمرها ثريّ عاقل فربح خيري الدنيا
والآخرة .. وحُرم منها فقير فطن فنال شرف الدنيا والآخرة
إن المضي في ركب الحياة يتطلب منا أن نكون عقلاء
لنا خطة مرسومة حتى لا تضيع منا فرص الفوز بالآخرة
كلنا نمضي في هذا الزمان .. منا من عرف كيف يسلك
دروب الحياة في هذه الدنيا وبتوفيق الله عز وجل وكرمه
سار في درب الأمان .. وكم منا من أخطأ السير وفتن بالدنيا
فهيا نسير في درب الصواب ولنأخذ ما يبلغنا السير
فالسفر طويل والزاد قليل ..
*و لو تأملنا كلمة الدنيا ..
لوجدنا أنها دانية قريبة منا ونحن من أهلها والفرصة
أمامنا لنيل النعيم الأبدي بالعبادة والطاعة والتسليم
*لو تأملنا كلمة الدنيا ..
لوجدنا أنها قد دانت لأمم وشعوب قبلنا ولكن رحلوا
عنها لتدنو منا نحن أيضا ً لا لتدوم لنا فكلنا عنها مسافرون
*لو تأملنا كلمة الدنيا ..
لوجدناها دنيئة حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة
فلماذا نغتر بها ونفتن بها ونركض لاهثين وراءها
*لو تأملنا كلمة الدنيا..
لتفطرت القلوب ونالت منها الأوجاع ولا يسكنها سوى
الرضا بالقضاء وذلك عندما نقرأ قول الله عز وجل وهو
يحذرنا من الشيطان :
( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة )
فإلى أين خرجوا وخرجنا معهم أليس إلى هذه الدنيا
ونمضي في مسالك هذه الدنيا جيلاً بعد جيل قال تعالى:
(فإمّا يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هدايَ فلا يضل ولا يشقى)
*ختاما ً..
إن الدنيا دار ٌ ستخرب وسنمضي عنها جميعا ً
لا عبثا ً عشنا بها بل للجد والعمل الصالح والعبادة التي
من أجلها خُلقنا قال تعالى :
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
وتذكر دائما ً أخي المسلم أختي المسلمة أن العبادة
ليست رهبانية بل علم وعمل ومعاملات وأخلاق وأدب و..
فالعبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال
فلنعبد الله على بصيرة ولنتوكل عليه
ولنريه من أنفسنا خيرا ً ولنجاهد هوى النفس والشيطان
فالدنيا ساحة جهاد مع الأهواء والمغريات والفتن
*وتذكر أن الدنيا ليست لنشر الفساد ولا للهو ولا لنسيان الآخرة
منقول