كل البشر يشعر في داخل نفسه أنه فاهم وغيره مش فاهم .. هذا طبيعي .. وهذا ناشئ عن الاختلاف الذي وضعه الله في الكون . ولا يزالون مختلفين . لكن :
- إن طرحت وجهة نظرك التي تراها سليمة إيجابية بهدوء لتبينها لغيرك الذي تظن أنه مش فاهم ، واستمريت في بيان الجانب الإيجابية باستفاضة ثم بينت بهدوء وفي لفتة سريعة الفعل الخاطئ دون ذكر اسم الشخص المخطئ ، فاعلم أنك تسير على الطريق الصواب وأنك في مصاف العلماء وأنك لا تتباهى بعلمك .
- إن سخرت وحذرت وسببت سواء في قرارة نفسك أو على ملأ من من تظن أنه مش فاهم ، وتركت الجانب الإيجابية وأمضيت معظم الوقت تحلل في الشيء السلبي وتذكر أسماء الأشخاص بعينهم فاعلم أنك تسير على طريق لا يرضى عنه الله ولا الرسول ، واعلم أنك جاهل وتتباهى أمام الناس بعلمك وفضحك لمن تظن أنه لا يعلم .
------------------------------------------------
العالم : يفيد الناس ويفيد البشر بإضافة معلومات هامة ترتقي بالمستمع وترتقي بكل من يتناقش معه .
الجاهل : يتمسك بمساوئ الناس ويترك إيجابياتهم ، ولا يفيد شيئا غير نشر الضغينة والأحقاد والسباب والسخرية تحت شعار "تنبيه الناس كي يتقوا شر فلان" . وهذا منهج لم ينهجه نبي الله قط ، وبدعة ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان .
-------------------------------------------------
العالم : يتعلم ليفيد الناس بعلمه وكلما استمعت إليه تطورت وسعدت في حياتك ، وكلما وجدت حياتك سهلة يسيرة إن طبقت ما تعلمته . وكلما وجدت الدنيا مطمئنة فيها الكثير من الخير والبشارات .
الجاهل : يتعلم ليتباهى بعلمه ويتباهى بتتبع أخطاء الناس وفضحها ، أو يماري به الناس السفيهة في الفضائيات وغيرها ينطبق عليه التحذير الذي قاله النبي الكريم في الحديث الكريم : من تعلم العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ؛ فليتبوأ مقعده من النار. صدق رسول الله .
والجاهل كلما تابعته كلما وجدت الدنيا سوداء ينتشر فيها الفساد وكلما شعرت بالكثير من المشاعر السلبية
--------------------------------------------------
الإفادة تكون في زيادة المعلومات المفيدة التي يتطور بها الناس .. من كان يظن أن الإفادة هي أن تمضي حياتك في فضح المسيئين وبيان خطئهم فأنت تهدم أكثر ما تبني ، وتثير الضغينة بأكثر مما تتخيل ، وتحدث فرقة في المجتمع ، وتنفر من الدين بأكثر مما تدعوا إليه ، وتشغل الناس بالأحكام على الناس وتنسيهم أنهم في دار اختبار وأنه لابد لكل شخص منهم أن يركز في ورقة اختباره في الدنيا ليقابل بها الله في الآخرة ، وتزيد المخطئ خطئا وعنادا لأنك دخلت معه في تحد ، وتقلل من احتمالية هدايته لأنك أهنته على الملأ فامتلأ هو الآخر حقدا وضغينة ، والعند يورث الكفر !!!
اتهام الناس والسخرية منهم في الفضائيات بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ،، أعنى من يسخر من أشخاص في تيار ، أو أشخاص في تيار آخر ، فالكل يسخر لأن الكل خرج عن منهج الله .. المتدين يسخر من غير المتدين ، وغير المتدين يسخر من المتدين !!! أصبحت فوضى مقززة
اسأل نفسك هل تسير على منهج الله .. أم أنت تسير في بدعة وطريق خاطئ سوله لك الشيطان وزينه لك .. أنت السبب .. قرر