بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن التبرك بالأحجار والأشجار مما يظن فيه البركة أو الخير أو غير ذلك بل هو من نواقض
الإيمان لأنها هذه الأشياء لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا بل إن من الناس من يتبرك بقبر أو
تراب أو غير ذلك ولقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما حديث أبى واقدالليثى
كما فى الترمذى وصحيح ابن حبان واللفظ للترمذى قال رحمه الله
حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي
سنان ، عن أبي واقد الليثي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة
للمشركين يقال لها : ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات
أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " " سبحان الله هذا كما قال قوم
موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم " " : هذا حديث
حسن صحيح وأبو واقد الليثي اسمه الحارث بن عوف
وفى رواية كنا حديث عهد بكفر يعنى مسلمين جدد ورغم ذلك لم يأذن النبى صلى الله عليه وسلم
لهم بذلك لخطورته وما فيه من الشرك
وقد يظن البعض أن التبرك بالكعبة أو بجزء منها من الأمور الشرعية وهذا من الخطأ العظيم
فالكعبة لا يتبرك بشىء منها و بأستارها ولا يقبل منها شىء إلا الحجر الأسود ولا يقبل
الركن اليمانى كما يفعل البعض بل إن الإعتقاد أيضا فى الحجر الأسود أنه يضر وينفع لا يجوز وما قيل فيه أن على رضى الله عنه قال لعمر إنه يضر وينفع ضعيف لا يصح
ونحن نقبل الحجر كما قبله النبى صلى الله عليه وسلم كما فى حديث عمر رضى الله عنه
كمافى صحيح البخارى ومسلم وعند أحمد وغيرهما واللفظ للبخارى قال رحمه الله
حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عابس بن ربيعة ، عن
عمر رضي الله عنه : أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله ، فقال : " إني أعلم أنك حجر ، لا تضر ولا
تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "
والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين