قالـــ الحسن البصري :
هيهات هيهات أهلك الناسَ الأمانيّ؛قول بلا عمل ؛ومعرفة بغير صبر؛وإيمان بلا يقين ؛مالي أرى رجـالاً ولا أرى عـقولاً؛وأسمع حَسِيسَاً ولا أرى أنيِساً؛دخـل القوم والله ثـم خرجوا؛وعفوا ثم أنكروا؛ وحرَّموا ثم استحلّوا؛إنما دين أحدكم لَعْقةً على لسانه ؛إذا سُئِلَ أمؤمنٌ أنت بيوم الحساب ؟ قال :نعم ! كَذَبَ ومالِك يوم الدين0
إن من أخلاق المؤمن قوة في دين ،وحزم في لين،وإيماناً في يقين،وعلماً في حلم ،وحلـماً بعلم،وكَيِّسَاً في رفق،وتجملاً في فاقة،وقصداً في غنى ،وشفقة في نفقة،ورحمة لمجهود،وعطاءاً في الحقوق،وإنصافاً في استقامة،لا يحيف على من يُبغِض،ولا يأثم في مساعدة من يحب،ولا يهمز ،ولا يغمز،ولا يلمز،ولا يلغو ،ولا يلهو،ولا يلعب،ولا يمشي بالنميمة،ولا يتبع مـا ليس له ،ولا يجحد الحق الذي عليه،ولا يتجاوز في العذر،ولا يشمت بالفجيعة إن حَلَّت بغيره،ولا يُسَرُّ بالمعصية إن حَلَّت بسواه.
المؤن في الصلاة خاشع ،وإلى الركوع مسارع قوله شفاء وصبره تقى وسكوته فكرة ونظره عبرة،يخالط العلماء ليعلم ،ويسكت بينهم ليسلم،ويتكلم ليغنم،إن أحسن استبشر،وإن أساء استغفر،وإن عتب استعتب،وإن سُفِه عليه حلم،وإن ظُلِم صبر،
وإن جِير عليه عدل.
يتعوذ بغير الله،ولا يستعين إلا بالله وقور في الملأ،شكور في الخلا،قانع بالرزق، حامد على الرخاء ،صابر على البلاء،وإن جلس مع الغافلين كتب من الذاكرين، وإن جلس مع الذاكرين كتب من المستغفرين