[b][i][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا حين تكون الكلمات نابعة من صميمنا ومصممة ومنقوشة بأيدينا يكون لها صدى وأثر في نفوس الناس ,وتأثر بشكل مثير تنفعل لها الأجواء وتنشرح لها الصدور المؤمنة ,عوض الكلمات المنقولة والمعسولة عن أناس كتبوها لمجرد أنهم مأجورين على ذلك ,
ولماذا الأشياء التقليدية المصنوعة من مواد جد عادية ومملوسة باليد الأدمية لها طعم وشهية خاصة بكل من صاحبها عوض الأشياء المصنعة بالألات الحديثة والجاهزة والمعلبة لا طعم فيها ,
كأني أريد أن أقول أين أصحاب الذوق الرفيع والأحساس والرقة وأصحاب صنع وابتكار الملمة الصادقة والمعبرة والهادفة في نفس الوقت ,أصحاب الكلمات النابعة من الحناجر الذهبية وحنايا القلب والذين يقولون واذا قالوا صدقوا ففعلوا وانفعلوا وصرحوا وأحيانا يبكون من شدة ما تأثروا بما قالوا وذاك يميزهم ويؤكد حبهم وتعلقهم لما يكتبون من كلمات ,كانوا أصحاب نية حسنة ,وكأنى أريد أن أقول أيضا لماذا أصبح الكلام والخطاب لا يجدى نفعا ولا يأتي من ورائه أي أثر ,ما الذي تغير فينا يا ترى ,أهي الكلمات لم تعد تعبر فعلا عن أصحابها أم من يلقون بالخطابات لا يدركون ما كتب لهم أن يقولوه ,شيء طببيعي اذا كنت لا تكتب لنفسك كيف تستطيع أن تعكس صورة الكلمة مع شخصيتك ,أو أن الكلام أصبح يتناقض مع قائله فبالتالي الخطاب يكشف من يلقيه دون أن يشعر ,لمادا كل هذا وذاك احتلطوا في قدرة واحدة أفسدوا طعم الحديث حتى صارت تنفر حتى من خطب المساجد ,
لماذا لا نتعلم أن نأكل بأيدينا عوض أن نتسول أونسرق أيدي غيرنا ,لماذا لا نكتب كلماتنا من صميم أنفسنا ومن وحي محيطنا وطبيعتنا ومن الصورة التي نعيشها ونراها في كل أرجائنا عوض أن نستخدم كلمات غيرنا كتبوها على شكل مقالات في مقامات معينة بذاتها واءثر مواقف معينة هم أدرى بها لمن تصلح ,
لماذا لا نتعلم لعب الكرة بأرجلنا نحن عوض أن نستورد الأرجل بالملايير والتي مهما لعبت وتفننت وأبدعت في فنون الكرة لن تلعب كما بامكانه أن تلعب الأرجل المحلية ,
صراحة هذه هي الحقيقة القوة هي أن نعي جيدا من نكون نحن ونغذي أنفسنا بالارادة وبحب وبالاستعداد التام للعطاء والتضحية في سبيل الشرف ,
ان خبزك الذي تصنعه تجد في طعم لذيذ حتى ولوكان يابس خير من خبز الغير فيه شيء من الذل والاهانة والضعف ,
ابدع أنت بمجهودك خير من أن تكون عبيدا لدى المبدعين ,فاعلم ان غابوا وفروا من حولك أصبحت لا شيء لأنك فاقد لكل شيء .