[b][i][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
فقل لي بربك لنفرض أنك تمشي في صحراء حيث لهيب الشمس يلسعك والظمأ والعطش يقتلك وضغطك يرتفع ويزيد وقواك تنهار وأنت لا تعلم شيئا من أمر المسافة التي مازالت أمامك لقطعها ,فهل تستسلم أم تواصل التقدم نحو الأمام علك تجد مخرجا لمصيبتك وبلاء العطش الدي أصابك ,وها أنت تختار أن تواصل السيرفادا بك تعثر على جب به دلو معلق دون حبل فمادا تراك فاعل في أمرك؟لأجل أن تحصل على جرعة ماء قد تعيد لك الحياة والأمل من جديد قد تعيد لك الحيوية والنشاط من الصفر لتواصل مسيرة مشوارك ,
فلا تقل لي سأستسلم للموت لأنك ان فعلت دلك معناها فقد قررت وضع نقطة نهاية أجل حياتك وأنت بمقدورك أن تجد الحل فأمامك فرصة فلتجرب وتغامر علك تصل الى قاع الجب ,
قل لي سأقطع كل ما لدي من ثياب لأصنع من قماشها حبلا ألقي به الدلو الى قاع الجب علي أنجو من الموت المؤكد حتى وان كان الموت قدر محتوم فكدلك لتأخير أجل وقوعه أسباب أخرى يجعلها الله و أمر لا نعلم به ,فهو الوحيد العالم بساعة رحيلنا الى الدار الأخرى ,وحتى وان رميت بالحبل ولم يصل الى القاع بامكانك أن ترمي بنفسك في الجب لتشرب هروبا من العطش ما دمت تأمن بأن الموت بأمره ,فلا تعتقد أن الموت بيد المخلوق بل الموت بأمر من الله فان أراد أطال عمرك وبعث لك الأسباب لتأجل الساعة ,ان أراد لها قصرا كدالك بعث لك الأسباب الأخرى فكلنا نسري على أمل معلق ومحجوب حشوه لا يعلم بسر الحشو الا من وضعه في الكتاب ,
فلنؤمن بالأمل ولا نكفر بمعجزات الرحمان انه ان أراد أن يرفع الشيء رفعه ولا أحد بامكانه أن يمنع ارادته .