[b][i][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل زمن رجاله وكل رجال سواعدها ,ولكل سواعد قوتها وتقنياتها ,فأصابع اليد تختلف عن بعضها البعض ,ولكل صياد طريقته في التمكن من صيده,كما لكل نظام سياسته فأيضا لكل سياسة أهداف فمنها القريبة ومنها الطويلة الأمد ,خلقنا الله كالسلسلة هدا يربط هدا وهدا يجر هدا ,فمن هنا لم يعد للضعيف مكان بين الأقوياء كما للمنافقين مكان بين المؤمنين ,فحين فسد الطحين وفسدت الحنطة أصبح لزاما علينا اعادة غربلة كل الكيس وما فيه للحفاظ على ما تبقى ,ولأجل زرع بدرة أخرى صالحة لضمان محصول السنين الأتية ,فالسكوت لا يعني دائما الرضا و القبول ,لكن أحيانا نسكت حتى نتفادى الوقوع في الخطأ,كما الغياب لا يعني أننا نجهل ما يدور في غيابنا بل غبنا لأجل أن نترك الفرصة لغيرنا ولأجل أن نغير الجو ونضمد الجراح ونلم الزاد والعدة ,حين نهجر أوطاننا ليس معناها أننا نسيناها بل لأجل أن تنسونا أنتم فقط وتغفلون عما نفعل في غيابكم لأننا حين نعود لن تكون لديكم فرصة للتفكير فيما ستفعلون معنا لأننا قررنا أننا سنفاجأكم بما لا تعلموه و لن تتعلموه ,أنتم انغمستم في الأوحال فراحت عليهم المركبة,أسكركم سحر المغنى وأعمت المادة بصيرتكم وامتلئت بطونكم وصرتم كقارورة الغاز معرضون للانفجار في أي لحظة,ما عدتم تدركون أبدا من هم من حولهم حسبتموها غلط والتصحيح صعب عليكم لأنكم لا تملكون أسرار الالغاز ,انتظرونا اننا قادمون في صمت وخشوع مسبحون ,أنهكنا جهلكم رغما اشياقنا للديار وللوديان والجبال والغابات التي هجرتموها واحرقتموها و تركتموها رمادا ودخانا في سماها يعلو.