[b][i][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
اءن لفي الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى ,انها قاموس الكعبة المنورة ,فيها ألغاز وأسرار ,بنيان وستار ومستور ,جن وجنون ,كواليس ودهاليز ,مركز الأنبياء والرسل والرسائل ,مصدر التأليف والمؤلفات ,ملعب الطرح والجمع والضرب والقسمة ,راية الاسلام والسلم والسلام ,انها الروح التي تسكن العقول وتشق البيوت والقصور ,وتغزو الفضاء ,انها منبر القبلة والمصلى ,نتجه صوبها لنتواصل ونواصل السير وهي على الحافة تترقب وتتصور فينا ,انها مركز يلتقي فيه الأب بابنه والأم بابنتها ,يتحثان بكل تلقائية وعفوية ,ويتبادلان أسمى شعارات الحب والاءخاء ,يتصافحان ويتسامحان ويختلفان في الرؤى والنظرة ,يتبادلان التحية والسلام ,الصحافة رسالة مثلها مثل كل الرسائل المنزلة لا يفهم معانيها سوى المؤمنين المخلصين الدين يعيشون على أنغام الأرواح الخفية,الصحابة مكسب ومقر بعث ,لا بد أن تتوفر فيك ميزات خاصة تسكن جوفك حتى تجعل من يقرأ كلامك يسبح في وحي معانيك ويطير معها في عالم أنت ترسمه بطريقتك ,ليس سهلا أن تصل الى أدهان الأفراد وتتقوقع فيهم ان لم يكن لديك احساس رفيع المستوى ,كما ليس سهلا أن تشرح رسما رسمته أنت بخيالك لشخص أخر لا يعي ما تريده برسمك هدا ,فالنبي عليه الصلاة والسلام ما كان الا أميا وراع للغنم لكن صدقه وفصاحة لسانه وحكمة الله فيه جعلته يتميز على الخلق فكان ادا تكلم في قومه أشعر وأقنعهم رغم الجهل الدي كان وقتها ,سياسته وبلاغته وقوة ايمانه برسالته جعلته أصدق المخلوقات حديثا وأطيبهم طيبا وأكرمهم كرما ,شفيقا رحيما ,كتوما للسر وحافظا للأمانة ,فمن هنا كانت الصحافة هي مركز القوة والابداع الفكري في الأمة وصاحبة القاموس الملكي فمن أراد أن يكون صحافيا لا بد له أن يتعب و يبدل قصارى الجهد ويحفظ القاموس وتفسير كلماته و معانيها ثم يتوكل على الله ,ان الصحافي رأسماله قلم وورقة ليس له اسم ولا عنوان فكان حاضرا في كل مقام بمقاله فأين حل حلل واستخرج ,انه كالحفارة التي ينقب بها عن أبار البترول في الصحراء ,لا يمت الا بقطع لسانه ويديه.