[b][i][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤمنون اخوة في الله ,والمنافقون اخوان الشيطان,و الايمان مصدره القلب والروح,و المنافق أخطر من الكافر ,فالكافر عدو ظاهر بمظهره و بأفكاره و قناعته بكفره ,لكن المنافق له وجهين ,وجه صديق للكافر ووجه صديق للمؤمن ,انه شيطان في مظهر مؤمن ,فليس كل من لبس قميص و قبعة الايمان هو في الحقيقة مؤمنا ,كما ليس كل من أسلم و دخا الاسلام مؤمن ,فلنتحرى الحقيقة من أفعاله لا من أقواله ,لا بد أن نحترص أشد الحرص من هدا المنافق الدي يسكن بيوتنا و يدخل في مواقعنا و ربما يتربع على عروشنا و نحن لا نعلم بحقيقته ,فلنكن واضحين أكثر و ندخل صلب الموضوع الدي أرغب في طرحه ,فكل الأمم بما فيها تسعى على قدم و ساق لتحقيق فكرة مشروع السلام و اعادة الطمأنينة والسكينة في جميع ربوعها ,و راحت تعد و تهيأ و تستعد لتكوين جيوش قوية وأليات ضخمة و أسلحة فتاكة و أسليب متطورة ,لكن هل هته الأمم ما زالت تجهل بأن قوة الأمن لا تأتي من باب العدد و العدة أم أنها مصرة على استمرار العنف و التهور لتحقيق أهداف مستحيل تحقيقها بهته الطريقة الهمجية ,فالقوة الجسدية لا يأتي من ورائها الخير بل هي بوابة للعنف و مسرح أخر لحقن الدماء و زرع الحقد و الفتنة ,و هل هته الأمم تضمن استعداد جيوشها روحيا لخوض مثل هته الحرب التي يعلنوها ,أم أنها تغامر على خوض حرب لا تدري ما ورائها من نتائج حتما ستكون سلبية لأنها ليست مدروسة دراسة صحيحة ,و قد تصل بها الى ما لا يحمد عقباه ,
فلنأخد العبرة من الرسول الكريم انه كان أعظم قائد للجيش الاسلامي و لا أحد باستطاعته أن ينكر هدا أبدا,كيف كان الرسول يخوض المعارك ضد الكفار ,وكيف كانت تحضيراته لأول معركة في التاريخ الاسلامي (معركة بدر) ,فكم كان عدد جيشه و كم كانت عدته ,؟و ما هي نقاط القوة التي ركز عليها الرسول لانجاح المعركة ,فروح ايمان الجيش هي القوة التي أدخلت الرعب في جيش العدو وأعطتهم درسا في سبل الحرب ,
فمن هدا يتجلى أمامنا في أن النصر و تحقيق السلام لا يأتي بقوة الجسد و كمية السلاح بل بفكرة الايمان بالروح ,المؤمنون ما خاضوا المعركة و سبلوا بأعمارهم الا في سبيل الله و في سبيل الحق لا في الرسول كشخص بعينه ,فالرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ما كان سوى عبدا مخلصا لله ,فنحن نعبد الله و نعبد الحق وأبدا نعبد الأشخاص ,فلنأخد الدرس من هته المعركة حتى نعرف كيف نستطيع أن نحقق السلام والطمأنينة في الأرض ,فان كنا فعلا غايتنا هي تحقيق السلام و فرض الحق و الحقيقة فلنأمن أولا بالله و نعبده حق عباده و لنترك عبادة الاشخاص جانبا لأن دلك شرك بالله ,فالقائد مهمته غرس هته الروح فينا ولا حق له في أن نعبده بل له علينا حق الطاعة والامتثال لأوامره ان كانت على صواب وحق ,و لنضع أمامنا و صلب أعيننا الدفاع عن التراب و العزة والكرامة والحق الدي فرضه الله ,فمن أولوياتنا تحقيق هته الغاية لا ارضاء أشخاص معينون .