بسم الله الرحمن الرحيم
( أ نا ) معناها أنا نطفة أبي و أمي , نحن أمام وضعية لا بد من تفسيرها , اجتمعنا أنا و اخوتي في بيت واحد من رحم واحد , فهدا رأسمالي و هدا اشتراكي , فما الدي يجعلنا لا نتجمع في بيتنا و على طاولة واحدة ان كان البيت الدي أخرجنا ولمنا و يلمنا هو في الاصل بيت أمي و أبي , و الدي ربطنا هو الدم و الدين الواحد , أيغقل أن نطرد الأم و نسكنها في بيت رعاية المسنين , فديننا لا يسمح بدلك فالام احترامها أمر مفروض علينا ان الجنة تحت أقدامها , توجب علينا رعايتها و الحفاظ على سلامة صحتها و كدالك الأب لا بد من احترامه و الخضوع له و خدمته و السهر على طلباته , فأنا أستغرب لما يحدث لنا بحيث أن الكل أصبح يريد أن ينفرد بنفسه و بفكره و الكل استقل ببيت و لم تعد هناك مكانة للأم هته التي أنجبت و ربت و تعبت من أجل أن نكبر لنخدمها نحن بدورنا , السؤال هنا الى متى سنظل نظلم هته الأم و نتكر لها و لفضلها علينا ؟ أليس من الواجب علينا أن نسأل عن اخواننا و ننظر الى ظروف معيشتهم بعين مجردة من الأنانية و نقف معهم في السراء و الضراء أم ما عاد أمر اخواننا يهمنا و يعنينا ؟ فدين الاسلام دين لم الشمل و التأزر و ليس دين التكبر و التنكر و الترفع , دين الاخوة و المساواة , دين يميل أكثر الى الاشتراكية التي فيها شيئا من الرحمة للعباد , و في نفس الوقت ليس ضد الرأسمالية , بارك في الرزق و الارزاق , فلا تخلطوا الامور فمهما كان نحن مسلمون هناك شيء يجمعنا و يجعلنا هيكلنا مرصوص مثل عنقود العنب أو مثل عرجون التمر , أفيجوز أن تنفرد لوحدك بالعرجون تأكل كل التمر لوحدك ؟ الاسلام لا يقبل هدا فالعاقل لا يأكل وحده , العاقل يقتسم مع اخوته بالتساوي و أبدا كان الاسلام يشجع الانانية , أنا مسلم و كما أحب لنفسي أحب لأخي , بحيث من غير المعقول أن أمتلك كنوز الدنيا و أخي لا يملك جحر يبيت فيه , ليس من المعقول أن أكل لحما و فاكهة و أخي و جاري يموت ببيته لا يجد خبزا يأكله , فالاسلام دين المساواة و العدل و الحق , فما الدي شتت هته الام و فرق أبناءها بعد أن كانوا كلهم تحت جناحيها , من الدي فرق البيت و خربه حتى أننا سرنا أربعة مطابخ في أسرة واحدة , يا للعجب الكل يطبخ طبيخه و ينفرد به و لا يهتم لغيره من الاخوة , فمن الدي زاد الفقير فقرا و المريض مرضا , و من الدي خنق الوضع ؟ أليست هته الدهنية السيئة دهنية كسب و جمع المال على حساب الغير بكل صراحة الاشتراكية كانت تفتح الفرصة لجميع الاطياف و الطبقات دون تمييز لأجل أن ينتجوا و يعطوا مردودا , أما الرأسمالية كانت ألة قهر استغلها البعض ممن استغلوا الفرص لأجل السطو على حقوق و حريات المجتمع , الاشتراكية فكر واسع و سليم نظارياتها من حيث مبدأ الاسلام و تعاليمه , فادا الى التاريخ نجد أن الانجازات التي حققتها الاشتراكية كثيرة و لها قيمة بحيث أنتجت مدارس أخرجت عمالقة و مفكرين و زعماء شهد لهم التاريخ و أحبتم كل الشعوب , و الرأسمالية أنتجت الحروب و الثورات و الانقلابات و الفساد و الرديلة و انحطاط المستوى الفكري و تفشي أمراض الرشوة و المحسوبية و التخلف و التمييز العنصري و عيرها من الامراض كانت سببها الرأسمالية , فلنرجع للماضي و نقارنه بالحاضر , نجد أننا أنجزنا في الماضي روح وطنية و مؤسسات قوية مضت الايام جاءت الرأسمالية حطمت هته الروح الوطنية و بنت مؤسسات بدون روح , و قصور و ملوك و عبيد ,
اننا لا نعيش أزمة اقتصادية بل نعيش أزمة فكرية , فكيف يمكنك صنع فكر جديد و روح وطنية تؤمن وتثق بأن هناك أم لا بد أن نجتمع من حولها و نرى في ما ينقصها , فكيف يمكنك أن تقنع بشر بأن هناك رب فوق هته الارض لا بد لكم أن تؤمنوا به حق ايمان عملا و قولا , كيف يمكنك أن تقنع البشر بأن المال الدي بين أيديهم فان و زائل و لا بد أن تحسنوا استعمال هدا المال لأجل خدمة المصلحة العامة قبل الخاصة , كيف يمكنك أن تقنع البشر بأن كل ما هو على الأرض ملك لله و لا أحد سيأخد معه شيء و ما نحن سوى مسيرون له و بعدها ماضون لسبيلنا نحو الدار الاخرى , فحقا نحن بحاجة الى حبل يربطنا من الرأس الى القدم , و نحتاج الى أمر يجمعنا و يلمنا في بيت واحد رغما عنا لخدمة مصالح هته الأم التي فعلا فرطنا في حقها كثيرا .