بسم الله الرحمن الرحيم
و أنا أتجول في الشارع لفت سمعي قول رجل كان يتصفح جريدته حيث قال لصاحبه و الله لو أتيحت لي فرصة للسرقة لكنت من الأولين , لكن لمادا قال هدا ؟ و ما الدافع الدي أثر في سلوكه حتى يتجرأ على التفكير في السرقة ؟
قال هدا لأنه تأثر من قرار ارتجالي مضمونه العفو الشامل عن كل من سرق درهما من الخزينة العامة للامة ,
تأثر هدا الرجل لأنه لم يسبق له أن سرق و تمنى لو كان من بين قائمة السراق المعفيين عنهم وعن ما سرقوه , سرقوا أموال شعب و أمة بكاملها , انه ندم لانه من الشعب و له حق في هدا المال المسروق , غيرته جعلته لا يتقبل الأمر هدا , منطقيا تتحرك عواطفه لأن القرار هدا ليس في محله , ندم لأنه ما كان يعلم أنه سيأتي يوم و يتم العفو عن السراق بهيه السهوله و البساطة ,دون أدنى لوم أو معابقة أو محاكمة , ندم لأنه رأى أن فرصة ضاعت منه لأجل أن يصبح ثريا مثله مثل هؤلاء الدين أصبحوا اليوم معفيين ,
فالدي قرر هدا القرار أظن أنه لم يتدبر الأمر جيدا و مدى تأثيرة على المستوى الأخر بحيث أطفأ نارا و أشعل نارا أخرى ,
فمن هدا اليوم سيضع هدا الرجل في فكره هته النقطة السوداء , و يظل يتربص و يترصد بدوره لأجل القيام بنفس العملية التي قام بها هؤلاء المعفيين , و حتى السراق المعفى عنهم لن يكتفوا بما سرقوه سيعيدون الكرة و الكرة لأن بدا لهم الأمر سهل لا أحد سيقف في طريقهم ما داموا نجحوا في العملية الأولى ,
أهكدا نحافظ على المال العام و نسيره أم نفصل فيه بحكمة العدل و الحق ؟ فالمنطق يقول أن من أخد المال العام مفروض عليه ارجاعه و لا أحد له الحق بأن يسمح له بأخده ما دام المال هدا هو مال الشعب كله , فكيف يتجرأ واحد أن يقرر بشأنه دون الرجوع الى رأي الامة التي هي من حقها أن تسمح أو لا و ليس قرار فردي .