أ.د/ توفيق الواعى يكتب: مصر العظيمة تستحق الرئيس مرسى
قال الموسوعة الكبير المصري الاستاذ الدكتور توفيق الواعي المفكر العالمي معقبا على ما أصاب مصر ومسها من ضر وأذى :
أمتى تحتاج إلى الدعاء.. أمتى تحتاج إلى عون الله وكرمه، فليس لها أحد إلا الله، ثم الأيدى المتوضئة التى ترتفع بالدعاء، وتقف بعزائمها وآمالها وآلامها على الثغور المنهارة، والحصون المتداعية، تدافع عنها بأجسادها ودمائها وأرواحها، والصغار لاهون، والقردة يلعبون، والبهلوانات يرقصون، والمنافقون يزغردون، والسيرك هنا والسيرك هناك يرقص على أوتار الفساد، ويقول: الثعلب آت يحمل ديوان الوفيات، والقلب المكلوم، والصدر المكتوم تقتله النكبات، فقلت أبحث عن نجوى، عن سلوى، أبتعد عن الآهات، أستغفر ربى من كل ذنوبى، أبتعد بكبدى عن كل همومى، أرتاح قليلا عن نار شجونى، وكنتُ دائمًا أتمثل قول القائل:
ولى كبدٌ مقروحة من يبيعنى بها كبدا ليست بذات قـروحِ
أباها علىَّ الناس لا يشترونها ومن يشترى ذا علةٍ بصحيح؟
أراجع أيامى، أتابع أحلامى، أرقب خطواتى، أحسب نظراتى، أتأمل يُسر أمتى وعسرها، صعودها وهبوطها، وأتفحص حوادثها وأحوالها، وأتذكر قول القائل:
لقد كنتُ أشكوك الحـوادث برهـة وأستمرض الأيام وهى صحائح
إلى أن تغشتنى -وُقيتَ- حوادثُ تحقـق أن السالفـات منائـحُ
هذا وبعد لأى، رزق الله الأمة برئيس مخلص عنده من المواهب ما تستحقه مصر المسلمة، ولهذا فهو دائم البحث فى أرجاء المعمورة عن أبواب ومخارج، لينهض بالأمة، باحثا لها فى تضاعيف المعمورة عن الخير وجلب المنافع، وفتح الأبواب، علَّ الله أن ينهض تلك الأمة على يديه، ولهذا فنحن نحب أن نذكر طرفا من جهوده الخارجية، ونعرض لطرف من نتائج جولاته الموفقة فى هذا المضمار:
نتائج زيارة الرئيس مرسى للهند فاقت كل التوقعات
- إطلاق القمر الصناعى المصرى إيجيكيوبسات بمنحة هندية كاملة.
- توقيع مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال أمن المعلومات.
- إقامة مركز هندى للتميز فى تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر.
- إقامة مشروع للطاقة الشمسية بسيوة.
- الحصول على 24 دورة تدريبية للمهندسين بمصلحة الميكانيكا والكهرباء.
- الاتفاق مع شركة tata الهندية -التى تعد من كبرى الشركات فى الهند العاملة فى مجالات توليد الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة- على إنشاء مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية فى مصر لتوليد الطاقة الكهربائية.
- كما نشرت جريدة هندية خبرا عن عقد اتفاقية عسكرية بين مصر والهند لتطوير صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى.
حصاد زيارة الرئيس مرسى إلى باكستان
- 5 اتفاقيات مع باكستان تركزت فى المشروعات المتوسطة المتعلقة بالملاحة التجارية.
- 7 اتفاقيات مع الهند.. أهمها فى مجال الطاقة والفضاء والأقمار الصناعية وتطوير محور قناة السويس.
- توقعات باستثمارات هندية بـ5 مليارات دولار.. وتبادل تجارى يفوق الـ10 مليارات دولار.
- تدشين مجلس الأعمال المصرى الهندى.
نتائج زيارة مرسى للسعودية
تم الاتفاق خلال مباحثات الرئيس محمد مرسى مع القيادة السعودية على زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر، ومنح المزيد من الفرص للعمالة المصرية الماهرة للعمل فى المملكة، وحل القضايا العالقة ومشاكل الربط البرى التى تعوق تدفق التبادل التجارى والاستثمارى.
وقال الدكتور ياسر على: إنه تم التطرق أيضا إلى ملف المعتقلين المصريين فى السجون السعودية، حيث حصل الجانب المصرى على حصر دقيق لأعداد هؤلاء المعتقلين ونوعية القضايا، وقال: "إن شاء الله ستكون هناك أخبار جيدة فى المستقبل".
نتائج روسيا
روسيا تدرس عدة مشروعات، من أهمها إنشاء خطى مترو الأنفاق الخامس والسادس، وتطوير مصانع الحديد والصلب، ومشروعات الطاقة التقليدية والنووية، ومشروع منخفض القطارة، فضلا عن توقع نمو الصادرات المصرية إلى روسيا خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 421.8 مليون دولار، وكثير من المشروعات المتعددة التى لها إسهام عظيم فى نهضة الأمة.
نتائج تركيا
إطلاق مشروع "الجسور الدولية" الذى يهدف لخلق تحالفات إستراتيجية بين أكثر من ألف شركة أوروبية مع نظرائها من تركيا ومصر وتونس بهدف تفعيل التعاون الثلاثى.
زيارة الرئيس محمد مرسى لتركيا قد حققت العديد من النتائج الاقتصادية الإيجابية؛ حيث أثمرت عن الاتفاق على تطـوير الخط الملاحى بين الموانئ المصرية والموانئ التركية (الرورو) وإطلاق المرحلة الثانية منه بالإعلان عن خطة لإقامة مناطق لوجستية على طرق النقل الدولى فى مصر لخدمة تجارة الترانزيت للبلدين، بالإضافة للتجارة الثنائية وأيضا التجارة مع دول إفريقيا؛ حيث سيتم الربط مع (الرورو) بتسيير 6 خطوط ملاحية من الإسكندرية إلى الموانئ الإفريقية لخدمة مصالح البلدين، هذا عدا الكثير مما اتفق عليه من الأعمال المشتركة والمشروعات العملاقة.
نتائج الصين
تقديم الصين منحة لا ترد بقيمة تبلغ 450 مليون يوان "الدولار يساوى 6.4 يوان" لإقامة مشروعات مشتركة فى مجالات البنية التحتية والكهرباء والبيئة، ومنحة أخرى عبارة عن 300 سيارة شرطة لمصر، إضافة لمذكرة تفاهم لمعالجة المخلفات الصلبة والتعاون فى مجال حماية البيئة، واتفاقية فى مجال التعاون السياحى، وقعها هشام زعزوع -وزير السياحة- ونظيره من الجانب الصينى، وأخرى فى مجال البحوث الحقلية فى الزراعة.
اتفاقية تعاون عبارة عن قرض ميسر تبلغ قيمته 200 مليون دولار من بنك التنمية الصينى لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقعه من الجانب المصرى طارق عامر -رئيس البنك الأهلى المصرى- ونظيره من بنك التنمية الصينى.
اتفاقية إطارية بين البنك الوطنى للتنمية الصينى ووزارة البحث العلمى فى مصر حول التعاون فى مجال التخطيط والاستشارات، واتفاقية عبارة عن مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الاتصالات بين وزارة الاتصالات فى مصر ووزارة الصناعة والمعلوماتية الصينية، وقعها من الجانب المصرى هانى محمود -وزير الاتصالات- ونظيره من الجانب الصينى.
مشروع شمال غرب خليج السويس؛ حيث تم إعداد العقد النهائى، ويتضمن إقامة 150 مصنعًا صينيا، فى مساحة 6 كم، وتبلغ الاستثمارات المتوقعة مليار دولار، ويوفر 40 ألف فرصة عمل لأبناء الوطن.
كما تم خلال الزيارة الاجتماع مع المجلس الصينى للتجارة الدولية، ويضم 350 شركة صينية، وتم خلال اللقاء عرض مشروع شرق التفريعة، وهو المشروع المعنى بإحداث تنمية متكاملة فى هذه المنطقة، ويهدف إلى جذب 2 مليون مواطن، وإقامة منطقة صناعية على مساحة 40 كيلو متر مربع، إلى جانب مشروع تنمية منطقة الصعيد والبحر الأحمر، تشمل إنشاء 3 موانئ فى محافظة سوهاج وأسيوط والبحر الأحمر، ومشروع نفق بورسعيد والقطار السريع لعبور منطقة القناة، ووادى السيليكون على مساحة 1200 كيلو متر، ومشروع السكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية.
نتائج إثيوبيا
الرئيس قابل خلال زيارته 13 رئيسا إفريقيا وعربيا، منهم رؤساء أوغندا، جنوب إفريقيا، والسودان، وجنوب السودان، وتنزانيا وجيبوتى والسنغال ورواندا وموريتانيا وتشاد ورئيس وزراء الصومال، كما التقى الرئيس أمير الكويت، وكان لقاء مهما تبادل فيه الرئيس محمد مرسى مع أمير الكويت ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، وقدم مرسى الشكر لأمير الكويت على الدعوة التى تلقاها لزيارة الكويت.
نتائج السودان
فتح طريق برى خلال أسابيع يسهم فى زيادة التبادل التجارى بين البلدين، معتبرا الطريق بمنزلة البنية التحتية التى لا بد من توافرها لنقل كل السلع والبضائع ومنتجات المشروعات التى تم الاتفاق عليها مع الجانب السودانى، وفتح مزيدا من المنافذ الحدودية بين مصر والسودان.
تم الانتهاء من ميناء قسطل البرى شرق النيل، وسيتم افتتاح ميناء أرقين البرى غرب النيل خلال هذا العام، كما سيتم تطوير ميناء رأس حدربة البرى على ساحل البحر الأحمر.
دراسة إنشاء خط سكة حديد أسوان ووادى حلفا بطول 500 كيلو متر، وسيتم طرحه للمستثمرين قريبا، كما تم الاتفاق على إنشاء شركة ملاحة بحرية سودانية مصرية مشتركة.
إقامة محور يضم مصر والسودان وليبيا، وسيتم تفعيله خلال الشهور القادمة، وهو ما يمثل عنصرا حاسما لنجاح كل خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
سياحة علاجية للسودانيين فى مصر، وستحاول الوزارة زيادة الأعداد فى هذا الخصوص؛ حيث تم توقيع برتوكول لمدة 3 سنوات حتى نهاية 2015.
تخصيص 2 مليون فدان لرجال أعمال لزراعتهم، منهم 500 ألف فدان تخصص لزراعة نبات عباد الشمس.
هذا، ولقد زار مرسى كثيرا من الدول فى تلك الفترة الصغيرة، وشبهه بعض المخلصين بالرجل الملهوف على شعبه، ويريد أن ينتشله من وهدته، ويسد جوعته، ويرفع همته، ويبنى حضارته، ويرجع له عزمه، ولهذا كان يتنقل من قطر إلى قطر ومن دولة إلى دولة علَّه يجد ضالته، فزار أيضا -عدا ما ذكرنا- البلد العربى الأصيل قطر، وجنوب إفريقيا، وأوغندا، وإيطاليا، وبلجيكا... وغيرها، نشاط يستحيل أن يقوم به رئيس دولة يتحمل الكثير والكثير من البلطجية ومن أصحاب المصالح، ونزعات الفاسدين الذين سخروا أموالهم الحرام فى تشويه سمعته وتعطيل مسيرته، ولكنه ثبت كالطود الراسخ، ووقف كالجبل الأشم حتى شهد له القاصى والدانى بعلو الهمة وطول الباع.
وفى استطلاع أجرته شبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية حلّ الرئيس المصرى محمد مرسى فى مرتبة متقدمة ضمن أبرز الشخصيات عام 2012، وفاز بالمرتبة الأولى حسب استطلاع المجلة.
ورشح قراء الشبكة الرئيس المصرى للقب شخصية عام 2012؛ حيث جاءت معظم الإجابات تحمل اسم محمد مرسى بنسبة 40% من الأصوات، وفى المرتبة الثانية مباشرة جاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما بنسبة 9%، أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الطفلة الباكستانية مالالا يوسفزاى بنسبة 7%.
كما اختارت مجلة "تايم" الأمريكية الرئيس الأمريكى باراك أوباما كشخصية هذا العام، فيما حل الرئيس محمد مرسى بين أهم 5 شخصيات للعام أيضا بحسب اختيار المجلة.
واحتلت صورة أوباما غلاف العدد الجديد من المجلة، فيما جاء فى المركز الثانى الفتاة الباكستانية مالالا يوسف التى تعرضت لإطلاق نار فى الرأس من جانب عناصر طالبان بسبب دفاعها عن حق الفتيات فى التعليم، وبعدها تيم كوك رئيس مجلس إدارة شركة آبل، والرئيس محمد مرسى فى المركز الرابع، بينما حل فى المركز الخامس الفريق العلمى الذى توصل إلى "بوزون هيجز" الجسيم الأولى الذى يعتقد أنه المسئول عن اكتساب المادة لكتلتها.
وفى تقرير عن الرئيس مرسى، قالت المجلة: إنه لو أردنا دليلا على أن الربيع العربى قد قلب الشرق الأوسط رأسا على عقب.. ففكر للحظة فى مفارقة أن الرئيس محمد مرسى تمكن من تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة حتى على الرغم من أنه قد ملأ الكثير من المواطنين فى مصر بالرهبة.
هذا هو محمد مرسى الذى لا يهدأ ولا يكل من السعى الحثيث فى صالح شعبه حتى شهد له حتى الأعداء، فهل نستطيع أن نعرف الفضل لأهله ونميز بين الخبيث والطيب، أم نظل فى عماية لا نرى النور أو نستشعر الضياء، نسأل الله الهداية والتوفيق.. آمين
.................................................. .....