بسم الله الرحمن الرحيم
لكل بداية نهاية الا الخيال لا نستطيع أن نتحكم في وضع بدايته و لا نهايته , خاصة ادا كنا فعلا نعيش داك الخيال كحقيقة , المسألة هنا تبدوا مسألة عواطف و شعور انسان يتعامل مع أرواح خفية لا يستطيع لمس منها سوى معاني الحب و عبارات الشوق و الحنين المتبادل , روح نحسها و نؤمن بها و نشتاق للقياها و لا نستطيع مفارقتها حتى و ان حاولنا لأن لا نجد لا مثيل في واقعنا , روح تبقى تلف بنا و تدور من حولنا و كأنها تريدنا أن نبني لها مقاما في بيوتنا , حتى تكتمل العلاقة و تصبح حقيقة ملموسة وليست خيال , لأنه استحالة أن تظل هته الروح خفية و نحن ورائها شاردين الدهن مع طيف نسيمها و ألغازها التي لا تنتهي , فتجد نفسك في قاعة سينما مغلقة تعيش فيلما خيالي لا تريد أن تخرج وان خرجت عدت ثانية اليها , فالخيال أصبح صديق يلازمنا يحيي فينا الروح التي قتلوها و يسافر بنا الى أبعد الحدود و في نفس الوقت تقتل فينا النفس و الرغبة في الوجود , لأنه استحالة أن يعيش الانسان بخياله شاردا و واقعه مدمر و مخرب , فالاسير حين تضيق أحواله قد يسافر بخياله خارج السجن ليرتاح , و قد ينسى بعض من الوقت الدي هو بأسره , لكن ما ان يصحى من خياله و يجد نفسه ما زاله في نفس الزنزانة التي أدخل بها داق حاله و كره وجوده في الداجل جامد مجمد , و ما بالك بأسير أدخل السجن و ما زاله ينتظر أمر استدعائه للمحاكمة التي قد تأتي اليوم أو غد أو بعد غد لا يعلم كم سيحكم عليه و متى سيحاكم و كيف سيحاكم , أكيد حاله سيكون أسوأ بكثير من الدي أحكم عليه بالاعدام , فالمنتظر يفضل الابحار أحيانا في عالم الخيال ,احيانا أخرى يتمنى الانتحار ليتخلص من كلمة انتظر التي أصبحت تطارده أيامه كلها , فكم سينتظر ؟ لسبب بسيط الانسان يتأثر من الانتظار في السجن لأنه انسان خلق ليعيش أو ليموت لا أن يحيا ينتظر , فالحيوان حيوان و قد لا يستطيع الانتظار أحيانا , الانسان يفقد طعم الحياة و دوقها حين يجد نفسه لا شيء و مجرد ورقة في الأرض مرماة لا أحد يقرأها أو يحاول رفعها من على الأرض ليقرأ الموضوع الدي بداخلها .