بسم الله الرحمن الرحيم
صديق فاجئني برسالة لكن ليست ككل الرسائل التي قد تتخيلوها أنتم ,ربما أراد أن يختبر دكاء و فطنة احساسي , فصدق من قال أن قلوب الاحباب عند بعضيها , فليس المهم أن نلتقي بل المهم أن نفهم أرواح بعضينا دون لقاء أو كلام , رسالته عبارة عن عصا قرب عشب مزبور في نفس المكان الدي أجلس فيه دوما , كيف أحسست أن العصا هته هي لصديقي هدا سر الاحساس لا يعلمه الا الله و ليس بامكاننا نحن تفسيره , المهم القصد من رسالته هو أن الصواب زرعه عشب ,
الصواب - ( ا ل ف م ص د و ب ) اي ( لب وصف أدم , بالوفا صمد ,
و بفصل أدم )
المعنى أن الصواب من الوفاء من الاخلاص من الصمد .
فمن سورة الاخلاص صورت من حروفها كلمات لها معنى هي
( قل هدا حال اهمال دل للص , مولد ليمون دليل لكم و حاله فؤادي )
عشب - معناه ( عين , شين , باء ) أي ( ع ي ن ش ب ا )
أي ( ابني عش , أين شعب , شاع نبي , نبا عيش )
زرعه -
أي ( زين , راء , عين , هاء ) اي ( ز ي ن ر ا ع ه )
أي ( زينة راع , زارع نية , عار زينة , ترى نزاع )
فالشعب مثله مثل العشب في الحقول فان أحسنت زرعه و سقيه و سهرت على حمايته و رعايته و خدمته فالبتأكيد ستنال نعمته و لطفه من خصاله , فكلما قمت بزبر تكاثفه كلما خلف و أعطى روح عشب أخر , كما الانسان خير خلف لخير سلف , و ان أنت زرعت عشبا ثم أهملته و ما اعتنيت به , فلا تنتظر الخير أن يأتيك من الاوهام لأن الدي كان بين يديك فرطت فيه و أضعته فما دا عساك تنتظر أن يأتيك من السماء , فقد رزقك الله عشبا طيبا و أنت أهملته , استحالة أن تعيش في محيط لا توجد فيه أعشاب من حولك , استحالة الحياة من غير اخضرار الارض , فالشعب الوفي هو روح الامة و وجهها المشرف و هو مكيال و ميزان قيمة الحاكم , فالحاكم قوي بشعبه , و الشعب أمانة في رقبة الحاكم و الشعب درع يحميه في كل الحالات و في كل الظروف , الشعب الدي لا يحترم و لا يحب رئيسه ليس بشعب و الحاكم الدي لا يحترم شعبه و لا يسأل عن أحوال شعبه ليس بحاكم , الشعب له حقوق عند الحاكم و على الحاكم أن يحترم هته الحقوق و ليس من باب الشفقة عليه بل من باب الواجب أن يسأل الحاكم و يتفقد مشاكل شعبه و يرى و يستمع الى انشغالته , فكلما زاد الاهمال و التقصير كلما زادت المشاكل و التي ستعود بالسلب في المستقبل , الشعب دوما يبحث و يريد أن يطلع على خطابات حاكمه لمعرفة أوضاعه و داك من حقه , الشعب بحاجة الى حاكم يقرأ رسائله لأنه يئس من كتابة الرسائل التي أبدا تقرأ و ان قرأت لا يجاوب عنها , الشعب له اهتمامات له انشغالات و مشاريع باتت معطلة تنتظر البث فيها , الشعب ليس بحاجة الى توجيهات الساسة و وعود الاحزاب التافهة و التي لا تعنيها سوى مصالحها الضيقة , الشعب ثقته تبنى من قوة المؤسسات التي في الدولة لا من أفواه و وعود الساسة التي لا تنتهي خطاباتها و أكاديبها , الشعب هو قوة الدولة و هو ارادتها و ليس لاحد بامكانه أن يجمعه في صف واحد الا رئيس عادل و صارم و صريح , فمن يستهين بارادة الشعب كأنما يستهين بالدولة و قوانينها و مؤسساتها , و الدي لا يحب الخير للشعب لا يحب الخير لهدا الوطن , فلنكن صرحاء مع البعض و نقل كلمة الحق من بامكانه لم هدا الشعب ؟ أليس هو حاكم ؟ فالشعب لم يعد يثق في أحد هده حقيقة و لا شك فيها , انتهى زمن استغلال الشعب .