قل نور الخيل أم عجل ( أ.ع .ن.ا.ق )

                                      بسم الله الرحمن الرحيم 

          الوقاية خير من العلاج أو ( قل نور الخيل أم عجل ) أو ( القرية و أخي منال علاج ) أو ( قول أية الخير لأمن عجل)

        

             غالبا ما تساعد الوقاية الطبيب لتشخيص المرض و في نفس الوقت تساعد المريض على تجنب المرض , الوقاية من التقوى من قول وفعل , و التقوى ليست مبنية على قول الامام بل معناها توفير الجو الملائم و اللائق للفرد في المجتمع حتى لا يقع في الموبقات , تهيئة الظروف و تحسينها , فلنرى حجم الاموال التي تصرف على مصالح و مؤسسات مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة , انها أموال طائلة لكن ظاهرة الارهاب هته بقيت في ازدياد و تنامي , فلمادا هدا السلوك في المجتمع و من هم المسؤولون عنه و عن تفشي هته الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا , المسألة تكمن في فساد الفكر , فالمكلف بالحماية هو نفسه ليس محمي , أي بداخله أفكار سيئة و خاطئة , فالمكلف بحماية حقوق الناس هو نفسه يتمرد على الانسانية دون وعي من نفسه أنه يسيء الى المهنة و المؤسسة التي تشغله , المكلف بحماية الفن لا علاقة له بالفن اطلاقا و لا يدري بشؤون الفنانين , و المنتخب من طرف الشعب لأجل تمثيله في البرلمان هو نفسه لا يرى نفسه يمثل الشعب و لا هو من طبقة الشعب الدي أخرجه الصندوق , بل يرى نفسه نجح بفضل أمواله التي صرفها أثناء دعاية الحيل و الخدع و الوعود الكادبة التي صدقها بعض الفئات و حسبوها صدقا , فعادي ان هو اليوم لا يرى الشعب و يخون الامانة الموكلة اليه لأن من اول ترشيح نفسه كانت فكرته مبنية على الحيلة , فلا غرابة في أفعاله اليوم و سطوه على ارادة الشعب , ففكرة ترشيحه كانت خاطئة و كل ما يأتي من وراء الخطأ عادي لا بد أن تتقبله دون ازعاج , و موظف الامن الدي التحق بصفوف الامن هو نفسه دخل المؤسسة من باب الحصول على وظيفة لسد حاجاته و متطلباته لا من باب حب المهنة و حبه في السهر على حماية الامن و زرع الطمأنينة , فلو أجرينا دراسة معمقة في فكر هدا الموظف وجدنا سلوكه يتنافى مع هته الوظيفة النبيلة و بعيد كل البعد عن هته المؤسسة و أهدافها , من هنا نستخلص همجية التوظيف دون مراعات الافكار و الاهداف من وراء التوظيف , فادا دخل فرد كهدا الى مؤسسة الامن بأفكاره السلبية و سلوكة المنحط فكيف ستكون النتائج بعدها في المستقبل مع هدا الموظف الدي سيترقى و يكون هو بدوره موظفين أخرين , يعني أصبحنا نسير على نهج الرجل الغير مناسب في الاماكن الحساسة , موظف تصرف الدولة على تكوينه ملايين الدينارات لكنه عوض ما يرد الجميل و يطبق تكوينه النظري تراه يدر الى المؤسسة أعباء فساد ثقيلة الوزن لا تعد و لا تحصى ,لأن التوظيف اليوم أصبح يبنى على الشهادات العلمية دون مراعاة الافكار و الاهداف و البرامج , يبنى على المحسوبية دون مراعات السلوكيات , فشهادات اليوم و الامس هناك فرق كبير بينهما , لأن الافكار اليوم اختلفت في اتجاهاتها و فسدت بحيث الشاطر و الصالح و التقي و الامين من يملك المادة و الرتبة لا من يملك السلوك الحسن و الفكر المخلص النافع , 

نحن اليوم بصدد مكافحة ارهابين معا ارهاب فكري و ارهاب جسدي , فالمكلف بمكافحة الارهاب الجسدي هو نفسه يعاني من ارهاب فكري , فكيف لك أن ترى النور و أنت تغلق النوافد على نفسك و لا تريد للشمس أن تدخل حجرتك , الافكار الحقيقية مهمشة و معلبة مرمية في قمامة الشوارع , نقص الاجتهاد و البحث و أصبح الموظف قابع في مكتبه ينتظر الاوامر الفوقية تأتيه ليتدخل , و لا يبالي بما يدور أمام عينيه , فالامام في المسجد جعل من امامته وظيفة لا رسالة فتراه يلقى خطبا على الناس من نصوص يقرأها من كتاب دون تكليف نفسه اجتهادا يعالج أمور الناس و الحي و المدينة التي هو بها , لا ينتبه للقضايا المهمة التي يهضمها الناس و يتابعونها بشغف , فالناس يريدون شرح و تفسير واقعهم لا واقع أخر , الناس بحاجة الى من يشعرهم و يقربهم من واقعهم المعيشي لا الى من يقرأ عليهم صحفا و مناشيرا و كلاما لا يستوعبونه , 

ادا من هنا نلاحظ أن الاموال التي تصرف على العلاج أكثر من التي تصرف على الوقاية يعني نحن نسير عكس المنطق , فالوقاية معناها التكوين الفكري و تصحيح البنية ,نحن بحاجة الى تكوين جيل قوية أفكاره و ثابتة أصوله , فليس كل من هب ودب يصلح لأن يكون رجل أمن , أو ممثل في برلمان الشعب , أو مكون أجيال , لأنها مناصب حساسة تعكس وجه المجتمع , و لأن المدرسة هي مزرعة الافكار التي يستقي منها الفرد التربية الصحيحة ,

فانحطاط مستوى التعليم هو انحطاط السلوك في المجتمع و انحطاط السلوك حتما يؤدي الى الارهاب و التطرف و الانحراف و الرشوة و كل الامراض الاخرى ,

ادن العمل بأسلوب الشهادات هدا لن يغير من وجه المجتمع شيئا لأن الشهادات جلها أخدت و تمخضت عن انحرافات خاطئة , فمن زرع هته الاوبئة في مجتمعنا و من أين جاءت ؟ جاءت من أناس أفكارهم سلبية زرعوها في الطفل فكبر بها الطفل و ها هو الطفل اليوم رجلا , و هو يعمل وفق ما درسه ممن علمه البيان , فلا تجادلوني لأنها الحقيقة فالطفل يكتسب أفكاره من معلمه لا من غيره , لأن الاستاد هو الاب الثاني للطفل فان كان الاستاد فاسدا فطفله بالتأكيد سيكون كدالك و سيرث العادة عنه .