بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمدا كثيرا و أشكره شكرا جزيلا على نعمة الفكر التي وهبني اياها , فمن واجبي كانسان أولا و كمسلم ثانيا أومن بأني خلقت من الطبيعة و من الطبيعة رأيت نفسي مصورة في عمقها , حاولت أن أجتهد في ايجاد حل لمشكلة تعقدت لدى الناس حلها و ايجاد تفسير لفك لغزها , فوجدتها في الاية الاولى من سورة القلم ,
( ن و القلم و مايسطرون )
الاية هته فيها ستة عشر حرفا , أولا الاية نفسها تدلي بشيء عظيم بحيث ادا أعدنا تركيب الحروف الى الشكل الاتي نجدها توحي بروح معنى له عبارة واضحة
( نوي القلم و مسار وطن )
صحيح أنا من يكتب عن مسار الوطن لكن أليس الله هو من سخرني بالفكر و القلم لأجل كتابة هته الاسطر ؟
أنا لست بعالم و لا بسياسي و لا بفقيه في الشريعة لكني فنان أعشق الفن و أغار على تراب وطني , و داك هو الاهم و الغاية من رسالة الفن , أنا لا يهمني مصير هدا أو داك , كل همي هو أن أرى وطني حرا تحكمه أيادي أحرار ,
بالامس كنا نعيش على وتر واحد تحت مظلة قبة حزب واحد و سياسة واحدة , صحيح كانت ثمة مشاكل و داك عادي ليس هناك مجتمع خالي من المشاكل , لكن اليوم الامر اختلف و الاوضاع اختلفت و تعددت الايديولوجيات و الاوجه و النظريات في الساحة الشعبية , يعني أصبح الشعب منقسم الى عدة أقسام و أحزاب , فاختلفت هته الاحزاب في رؤيتها فيما بينها , فكل طائفة ترى نفسها هي الاقوى و الانسب و الاصلح لقيادة الامة , لكن بتنا نعيش فوضى عارمة من جراء ثرثرة هته الطوائف المتعددة , ثرثرة و جدال انبثق عنه اهمال و فساد في الاخلاق و انحراف في السلوك و الاهداف , ادى بنا الى التناحر و التكالب و التضارب على الكراسي , ادى بنا الى سفك دماء ابرياء و نهب ثروات كبيرة و ضعف مؤسسات كانت بالامس قوية برمتها , يعني أصبحنا نعيش جوقا غير منظم يحتاج الى (مايسطرو ) لأنه استحالة الاصغاء الى جوق دون مايسطرو ,
أقصد بفرقة الجوق المجالس الشعبية المنتخبة من قبل الصندوق أو سميها القرعة , أفراد مرشحة من طرف أحزاب متناحرة , هته المجالس في حقيقتها لم تعد تمثل مصالح و رغبات الشعب و أرائهم بقدر ما تمثل مصالح ضيقة لأشخاص في هته الكتل الحزبية التي صنعت لنفسها وكرا لأجل الكسب السريع , هؤلاء الافراد المنبثقون من الصندوق لم يعودوا يمثلون منطقيا الامة و لا الشعب بقدر ما يمثلون أحزابهم و يسعون الى تحقيق أهدافهم التي لا ندري لها علم , فالمنطق يفرض السياسة العامة للامة و يضعها فوق كل السياسات الاخرى , نحن نعيش العكس مع هته الاحزاب التي تدوس جهارا نهارا على المصلحة العامة للامة , و ما عاد يهمها استقرار الاوضاع و لا سعادة الافراد في المجتمع , و لا وحدة قوة الامة , و لا الحفاظ على قوة و قدسية المؤسسات في الدولة , فمن ثم بات حتميا و ضروريا خلق مجلس أمة في كل دوائر الامة تكون مهمته تنظيم هدا الجوق لاعطاء صدى و معنى و دوق لسماع لحن الوطن , فالجوق بدون مايسطرو ينتج عنه فوضى في ترتيب الوزن ,
فالفن كاتب كلمات و ملحن و فرقة و مغني , و قائد الفرقة هو المتحكم و المنسق و المنظم لترتيب الاوزان , فعازف القيتارة لا يمكنه العزف على البيانوا فكل له دوره ,
فالمنتخب هدا العضو الدي في القاعدة لا يعلم و لا يدرك ما يجري في القمة , و الدي في القمة لا يعلم و لا يدري ما يدور في القاعدة , فضاع المواطن و ضاع الوطن بين هدا و داك , تفككت العلاقة بين الحاكم و المحكوم , و انعدمت الثقة و طارت مع الهمجية في التسيير و التهميش و التجاهل و الغفلة المفرطة , أصبح الكل يعزف على أوتاره و ميزاجه الخاص دون رقيب أو حسيب فضاعت مصالح الشعب و سلبت ثروات الامة و انتهكت الحرمات و المقدسات بين بيروقراطية الادارة و جهل المنتخبين و عدم خبرتهم في التسيير الاداري , و ضاعت الامة بين تواطأ الكتلتين و اتفاق المنافقين بمعزل عن السلطات في قمة الهرم , فقوانين القمة و مشاريعها و نوايا برامجها لم تعد تصل أثارها الى القاعدة لتطبق لأنعدام المتابعة و التنسيق بين القمة و القاعدة , فأصبحت الدوائر تعيش في دائرة مغلقة تقسم الثروات فيما بينها في غفلة مصالح المتابعة في القمة , و جهل الشعب و يأسه من الكلام و الشكاوي التي لا تصل أبدا , فالسكوت زاد الطين بلة , فالمصالح العليا للامة و قيمها أصبحت تهان و تنتهك من طرف الكل و الكل يرمي بالتهم الى غيره , فالكل مشترك في هدا الفساد أحزاب و ادارة و تواطأ شعب جاهل و راض بالعبث , فالمواطن أصبح عرضة لتسلط هته الفئات التي تدعي بالقوة فئة عديمة الضمير , و قليلة الخبرة في مجال السياسة و تسيير الامور , و تنظيم المصالح العامة , المجالس لم تعد في خدمة الشعب ألسيد بل أصبحت بمثابة فرصة للنهب و الثراء و الكسب و الربح السريع يعني وظيفة بمباركة صندوق القرعة , وظيفة اكتسبها أفراد بحيلة و بأخرى و تحصن بقناع حزب ما و بسياسة تزوير و سطو على أحلام شعب انسحب من ساحة السياسة و ترك للعابثين و الانتهازيين و ليس كل من قال أنا ممثل الشعب هو كدلك و ليس كل من قال أنا موظف دولة هو كدلك , لا بد من تحليل الوضعية لمعرفة هدا من داك , لا بد من وضع جدار بينهما للتنسيق بين الشعب و بين السلطة في القمة لأجل صد هته التجاوزات و التصرفات الخارجة عن المألوف فالشعب مهما كان يبقى دوما هو السيد و هو الحارس الامين لمصالح الامة .
الاية رقم 1 من سورة القلم ( ن و القلم و مايسطرون )
أو ( ملون القوم سيار وطن )
لنفصل روح الاية الكريمة
( نون , واو , ألف , لام , قاف , ميم , ياء , سين , طاء, راء )
أي ( ن و ا ل ف م ق ي س ط ر )
أي ( سن موقف الطير )
( وفق رسم الطين )
( يوسف منار لقط )
( يوسف مطر ناقل )
( قلنا مطر يوسف )
( نقل سيف و مطرا )
( رقم سيف الوطن )
( فمس رقي الوطن )
لنتعمق أكثر في روح المعنى من الجملة
( سين , ميم , ألف , لام , واو , طاء , نون , فاء , قاف , ياء , راء )
أي ( س ي م ن ا ل ف و ط ق ر )
أي ( نيل مس قط و فأر ) أو ( قطن وفر سلام )
أتمنى أني وصلت الى اقناعكم بطرحي هدا المتواضع .