بسم الله الرحمن الرحيم
الاية رقم 14 من سورة نوح , ( و قد خلقكم أطوارا )
ادا حدقنا النظر جيدا في الاية هته و أعدنا تركيب أحرفنا على هدا الشكل اكتشفنا أن أية واحدة كافية لأجل طرح كثير من المواضيع الحساسة المهمشة ,
فادا أعدنا تشكيل الحروف اتضح المعنى لنا ( قوم قلد كوخ طائر أو
و قدم قولا كخراط , أو, قل وقود طائرك مخ , أو, مخ قواك قطار دول ,أو,
مخ قطك أقوى لدور , أخ قاوم قدر طولك , طرد قولك أخ قاوم )
أخي القارئ لا بد أن تعي أن الدولة قوية بسلامة مخ أفرادها , قوية بكفاءة و احترافية شبابها و مدى قدرتهم على استيعاب سيل العلم و تفعيله في المجتمع , فالفن رسالة و تعبير روحي و الحرفة أمانة و وسيلة موروثة أب عن جد , فحبدا لو اجتمع الفن بالحرفة فثمة تتحقق المعجزات الالهية لتدلي معنى روح الاية 14 التي نحن بصدد التنقيب في سر بعدها النظري و الواقع الدي نعيشه , فالفن هو لسان الدولة و ناطقها الرسمي و الحرفة هي مخ الدولة و دفاعها و حافظ أسرار أمانتها و سفيرها , الحرفة قوة الدولة و كيل ميزانها . فالفن يا اخواني ليس اللغو و الرقص و الكلام الفاحش كما أصبحنا نراه اليوم في الساحة , الفن كلمات من سور كتاب مدروس و محفوظ , الفن سلاح لمن يحسن استعماله فكل من دخل هدا الميدان لا بد أن يحترس من استعمال هدا السلاح حتى لا يضر بنفسه و نفوس أهله و عشيرته , فهناك من يرى أن الفن وسيلة للربح السريع فراح يغرد بما لا يدري بمضمون التغاريد تلك , لكن الفن ليس كدالك , فالفن له أهله و العارفين بشؤونه و خباياه , فالفن كالسياسة لا بد أن نحسن من الالفاظ و التركيز على الاسلوب في التعابير حتى نصل الى الهدف المراد , و نحدر من أن نكون طعمة لأيادي الغدر دوي المصالح , احترموا وضع الكلمات المناسبة في المكان المناسب , احترموا تكوين الجمل و تشكيل المواضيع و احترموا وزن الالحان لأن ما تؤدونه رسالة نبيلة و مسؤولية أمة , فاحدروا العواقب ,
فأين نحن من الفن و الحرفة ؟ نحن فعلا نعيش فوضى و عدم توازن في المكيلة و اضطراب في السلوك , بحيث أصبحنا لا نهتم بالفن الحقيقي و لا بالحروف اللغوية بقدر ما نهتم باللغو و الكلام الفاحش المثير الدي أصبح جهارا نهارا يصفق له الناس و تتمايل عليه القوام , بحيث افتكت الروابط الاجتماعية و الاسرية و تبعثرت وحدتنا و ضاعت أهدافنا و غايتنا في تحقيق رقي الحضارة العربية الاسلامية , أصبح مبرمجين الكترونيا نمشي دون شعور بما نفعل , مبرمجين نعمل وفق طلبات الغير غير مدركين من نحن من هدا الدي يأمرنا للرقص و الخروج عن العادة و التقاليد و الاعراف ,
نحن أهملنا الحروف العربية و الحرف التقليدية و حدفناها من الخريطة و أصبحت مجرد دكريات ماضي مضى , يعني لم نعد نفكر بعقولنا اطلاقا فيما يخصنا و فيما يدور من حولنا و لا فيما بين أيدينا من ثروات حية , فهته الحروف و الحرف لا تتطلب منكم سوى شيئا من الاهتمام و التدعيم لأعادة بعثها و تفعيلها في الحياة لأجل اعطاء صورة نظيفة و نقية و حضارية للمجتمع , نحن لوثنا الفن بالرديلة و عزلنا الفنان الحقيقي و ضيعنا الحروف العربية و همشنا الحرفيين و حاربناهم و طردناهم و أهناهم لأننا حقا جاهلون تجاوزنا حدود الجهل و لا ندرك عقولنا من ألسنتنا ,
فان أنت امتلكت حرفة فاعلم أنك تمتلك دبابة حربية تدافع بها عن نفسك و عن دولتك , فادا نصيحتي لكم أن لا تستهينوا بهته الحرف لأنه بكل بساطة كل الانبياء و الرسل كانوا حرفيون و قد أبدعوا في صنع المعجزات و نفعوا أنفسهم و قومهم في كل الظروف و الحالات , فهل تسائلتم من أضاع هته الحرف و أهملها و وضعها في أدراج الارشيف , أليس هو الارهاب الفكري هدا الارهاب الدي لا يرى و هو يعيش بيننا , أناس يريدون أن ينتشلوا منا هته الامانة و الروح التي ورثناها أب عن جد , احتقروا الحرف العربي و الفرد الحرفي و داسوا على كرامة كل من حاول أن ينمي هته الحرف و هته الحروف , و شجعوا استيراد الرديلة و السلع المغشوشة و راحوا يوزعونها بكل حرية , هدفهم ليس المال فحسب بل هدفهم مسح الهوية الوطنية و داكرة التاريخ من على أرضنا , فلمادا يعرقلون الحرف التقليدية و الفنون الجميلة و يحاربون أصحابها ؟ الجواب لأنهم يخشون من هته الفئة العاملة و الواعية و المدركة لدوالب الزمن , يخشون من كل فنان مؤمن بالهوية الوطنية لأنهم غير مؤهلين لتلك المناصب و العروش التي يسيرونها بأوامر أسيادهم الدين يكرهون الهوية و التاريخ , فالحرفة تعبير صريح يعطي صورة واضحة لأصل الفرد و قيمة شخصه و جواب كاف لأهل جاهلون هيهات أن يتعلموا معنى الوطنية و التاريخ و الحضارة .